وأكد الطرفان التزامهما بالشراكة الاستراتيجية بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة لعام 2008، واتفق الرئيسان على أهمية العمل معاً لتعزيز الاستقرار الإقليمي واحترام سيادة العراق واستقراره وأمنه.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الخبير بالشأن العراقي، كفاح محمود، إن "زيارة السوداني الحالية هي إحدى أهم الزيارات التي قام بها رؤساء الحكومة العراقية لواشنطن ربما خلال عقد كامل، حيث تأتي في إطار الأحداث الساخنة ودور العراق في المنطقة ومحاولة توريطة في حرب عبثية، كما تأتي أيضا في إطار آخر يتعلق بالأذرع الإيرانية في العراق والتي أوقفت عملياتها ضد القوات الأمريكية في هدنة مؤقتة".
وأكد الخبير أن اللقاء "كان خطوة إلى الأمام؛ خاصة فيما يتعلق بتحول العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من تحالف عسكري أمني إلى علاقة شراكة طويلة الأمد لا تتعلق بالجانب الأمني فقط بل بمجالات أخرى تشمل الاقتصاد والعلوم".
وأشار إلى أن "هناك تغييرا في السياسية الخارجية العراقية، كما أن هناك تأثيرا للدور العراقي فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، والمساحة التي يستطيع أن يتحرك فيها العراق بشأن تصاعد العنف الذي يجري الآن بين إسرائيل وحماس"، قائلا إن "بيان الحكومة لم يتحدث عن خروج القوات ولم يشهد هذا اللقاء حضورا من الجانب العسكري العراقي".
من جانبه، أوضح المحلل السياسي، ابراهيم السراج، أن "رئيس الحكومة العراقي لديه الرغبة في إنهاء مهام التحالف والدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، مشيرًا إلى أن "السوداني يريد استبدال التعاون الأمني بشراكات استراتيجية متزامنة مع الجانب الأمريكي تتضمن الاستثمار وشركات البناء والبنوك والطاقة ومكافحة الفساد".
وأكد السراج أن "هناك مقبولية لدى الجانب الأمريكي لتطلعات السوداني، وقد حققت اجتماعاته في واشنطن نجاحات كبيرة، وبالتالي أصبحت الإدارة الأمريكية تنظر للعراق الآن بنظرة مختلفة خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وعملية الشفافية فضلا عن جهوزية قوات الأمن العراقية التي أصبحت قادرة على منع ظهور تنظيم داعش الإرهابي".
إلى ذلك، أكد المحلل السياسي العراقي د.محمد شنشل، أن "التصعيد الأخير يجب ألا يؤثر على العلاقات بين واشنطن وبغداد، أو على ما تقوم به الحكومة من تجديد لوجه الإدارة العراقية".
واعتبر الخبير أنه "يتعين على السوداني أن يحمل ملفا ساخنا يتعلق بالوجود الإيراني على الأراضي العراقية، وبألا تستمر الأرض مفتوحة لصراعات بين طهران وواشنطن أو تل أبيب أو أن تستخدم إيران أو دول أخرى العراق في تسوية ملفاتها".