وقال محمود، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن "زيارة رئيس الحكومة الاتحادية (محمد شياع السوداني) إلى واشنطن، مؤخرا، لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تناول الخلافات بين بغداد وأربيل، بل سبقتها زيارات متكررة للإقليم من جانب سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، حيث كانت تلك الزيارات تتم بشكل شبه أسبوعي ويتم خلالها مناقشة الإشكاليات أو الخلافات بين بغداد وأربيل، وما يمكن أن تلعبه واشنطن في تقريب وجهات النظر بين الجانبين".
وتابع محمود: "أعتقد أن هناك تقدما واضحا في عملية التواصل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم نتيجة للدور الذي تلعبه إدارة بايدن في هذا الشأن، والتي صدرت عنها مؤخرا تصريحات واضحة تعبر عن دعمها استقرار إقليم كردستان، الذي سينعكس بدوره على استقرار العراق وحل الإشكاليات بالحوار والمفاوضات".
ويرى الخبير في الشؤون الكردية أن "الزيارة الأخيرة التي يقوم بها رئيس الحكومة العراقية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تعد واحدة من أهم الزيارات التي قام بها رؤساء الحكومات الاتحادية العراقية، منذ العام 2005 وحتى اليوم، نظرا لأن تلك الزيارة نقلت العلاقة ما بين بغداد وواشنطن، من علاقة وجود مستشارين وفنيين أمنيين فقط إلى علاقة شراكة عامة لا تتعلق بالجانب الأمني والعسكري فقط".
وتابع: "تناولت الزيارة جوانب أخرى تتعلق بالاستثمار والطاقة سواء في النفط والغاز والكهرباء والتجارة علاوة على الإسهام في كل المشاريع التي بدأت بها الحكومة الاتحادية منذ تولي السوداني وحتى هذا اليوم".
وأوضح محمود أن "هناك دور مهم للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو الحزب الأكبر ليس في الإقليم وإنما على مستوى العراق وفي انتخابات برلمان إقليم كردستان، التي قاطعها مؤخرا بسبب تدخلات الحكومة الاتحادية العراقية وفرضها لقانون معين ربما لا يلبي رغبة سكان الإقليم".
وقال الخبير في الشؤون الكردية: "أعتقد أن للأمريكيين أيضا لهم دور مهم جدا، تقوم به السفيرة الأمريكية لدى العراق، وأيضا ممثلية الأمم المتحدة لإيجاد حل من أجل إشراك الحزب الديمقراطي الكردستاني في انتخابات برلمان الإقليم المقررة، في الثلث الأول من يونيو/ حزيران المقبل، التي أعلن الحزب عدم مشاركته فيها، بينما تصر الولايات المتحدة على أن تكون هذه الانتخابات ممثلة لجميع القوى الفاعلة في الإقليم وتعني بذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني".
ولفت محمود إلى أن "الجانبين العراقي والأمريكي، أدركوا أن العلاقات بينهما منذ 2003 وإلى اليوم، كانت علاقة عسكرية وأمنية بحتة تتعلق بالحرب ضد المنظمات الإرهابية، واليوم يجب تغيير هذا النمط وأن تتسع دائرة العلاقات وأن ترتكز في الأساس على الجانب الاقتصادي، الذي يجب أن يتضمن مشاريع ضخمة فيما يتعلق بالطاقة والاستثمار في النفط والغاز والكهرباء بجانب عمليات التصنيع المحلي والجانب الزراعي والجامعات والمختبرات والتعليم وغيرها من المجالات التي تحتاج إلى تنمية وتطوير".
ويجري رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بدأت الاثنين الماضي، التقى خلالها الرئيس جو بايدن، إضافة إلى وزراء الدفاع والخارجية والخزانة ومستشار الأمن القومي وعدد من المسؤولين الأمريكيين.