هذه العملية، تقول إيران إنها بمثابة "رسالة تحذيرية" لإسرائيل بعد الهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق واستهداف أبرز قياداتها.
فهل حققت هذه العملية العسكرية أهدافها، وفقا للقراءة الإيرانية، وما هي الرسالة التي حاولت إيران إيصالها عبر هذا الهجوم، وما هي السيناريوهات الإيرانية المحتملة في حال ردت إسرائيل على هذا الهجوم.
هذه الأسئلة وغيرها يجب عنها سفير إيران لدى تونس، مير مسعود حسينيان، في حوار مع وكالة "سبوتنيك".
إلى نص الحوار...
هل تعتبر أن العملية العسكرية التي نفذتها ايران أخيرا بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد إسرائيل حققت أهدافها وهل كان هذا الهجوم مدروسا؟
هذه العملية العسكرية كانت مدروسة ومضبوطة ودقيقة من الجانب الإيراني بعد الهجوم الذي نفذته إسرائيل على الجزء القنصلي في سفارة إيران بدمشق.. ثم إن إيران كانت قد أعلنت بأنها سترد في الوقت المناسب وهذه المناسبة قد جاء وقتها.
رسالتنا من العملية العسكرية الأخيرة واضحة وهي رسالة تحذيرية بأنه على إسرائيل أن تدرك جيدا بأن قوة إيران كبيرة.
هذه العملية العسكرية ليست إلا جزءا من قوة إيران وقدراتها الدفاعية التي ستستعملها في حال صعدت إسرائيل ردّها الذي قد يكون مدعوما من الغرب.
السبب المعلن للرد على الهجوم هو استهداف سفارتكم في دمشق.. هل يمكن أن يكون هناك جانب آخر وهو دعمكم للمقاومة؟
العملية العسكرية هي رد على الهجوم الذي شنته إسرائيل على سفارتنا في دمشق، ولكن هذا لا يخفي أن إيران تدعم المقاومة في فلسطين، بعد الثورة الإسلامية استمرت إيران في دعم المقاومة، وهي أول دولة غيرت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطينية في طهران وتم تقديم مفتاحها إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ودعمنا للمقاومة الفلسطينية هو أمر إنساني وخال من السياسة.
لطالما أعربت إيران عن عدائها لإسرائيل بطريقة غير مباشرة عبر حلفائها الحوثيين في اليمن وعن طريق "حزب الله" في لبنان.. لماذا اختارت هذه المرة شن الهجوم المباشر؟
نحن صبرنا صبرا جميلا في السنوات الأخيرة على الهجمات الإسرائيلية، ولكن خلال الأشهر الستة المنقضية كثفت إسرائيل من هجماتها التي بلغت حد اغتيال أبرز قياداتنا في سوريا والذين كانوا حاضرين بدعوة رسمية من قبل الحكومة السورية.
لقد تجاوزت إسرائيل باستهدافها لسفارتنا في دمشق الخط الأحمر ويجب وضع حد لها ولذلك اخترنا الرد المباشر.
أي دولة أخرى لو تعرضت لهجوم شبيه بالذي تعرضت إليه سفارتنا في دمشق لن تظل صامتة وستختار طريقة أشد عنفا، فمثلا شاهدنا التصريح الإعلامي لوزير خارجية بريطانيا والذي قال فيه بأنه لو تعرضت سفارتهم إلى قصف سيردون بشدة.
كيف تفسرون تغير الموقف الأمريكي بالتخلي عن دعم إسرائيل في الرد على إيران؟
بعد العملية العسكرية التي نفذتها إيران على الجانب الاسرائيلي لاحظنا بأن الموقف الأمريكي قد تغير حيث ترى كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا بأنه لايمكن الرد على إيران في الوقت الحالي.. هذا ببساطة يدل أن هذه الدول استوعبت أن إيران قوية وردها سيكون أقوى من قبل.
ثم إن أمريكا تخشى أن تكون مستهدفة، لأن القواعد العسكرية الأمريكية كثيفة في الأردن والعراق والبحرين.. هم يخافون بأن تكون الحرب موسعة لأنهم سيخسرون كثيرا .
الكل بات متخوفا من الرد الإيراني خاصة بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي أفاد بأن طهران حذرت واشنطن من أنه إذا أقدمت إسرائيل على أي مغامرة جديدة فسيكون ردنا أسرع وأقوى وأوسع خلال ثوان.
ما هي توقعاتكم من قرارات مجلس الحرب الإسرائيلي؟
نحن نستبعد أن يكون هناك تصعيد عسكري جديد من قبل الطرف الإسرائيلي ونتوقع بأن يكون الرد محدودا جدا لأنهم يخافون توسعة الحرب التي لن ينتصروا فيها.
كيف تتابعون الداخل الإسرائيلي؟
بعد عمليتنا العسكرية الأخيرة لاحظنا تغير الوضع في الداخل الإسرائيلي لأن إسرائيل تبدو مرتبكة وغير قادرة على الخروج بموقف واضح حول ما أن كانت سترد على العملية العسكرية التي نفذتها إيران ضدهم. وهذا دليل على أن الضربة العسكرية زعزت الداخل الإسرائيلي .. وحسب رأيي الشخصي فإن إسرائيل فهمت أنه إذا أرادت أن تقوم بعملية عسكرية ضد إيران وتستهدف أبرز قياداتها يجب أن تفكر ألف مرة كيف سيكون الرد الإيراني.
وبرأيي فان أمريكا وبريطانيا وفرنسا سيغيرون سياساتهم مع إسرائيل أثناء الحرب.
ما هي الدول التي شاركت إيران نفس الموقف ودعمتكم؟
الكثير من دول العالم والمنظمات الدولية ساندت إيران بعد الاستهداف الأخير الذي تعرضت له سفارتها في دمشق عبر بيانات رسمية وبعض رؤساء الدول اختاروا التواصل مباشرة مع الرئيس الإيراني لإبداء موقفهم المساند.
هل تهدد إيران باستعمال القوة النووية في حال ردت إسرائيل على العملية العسكرية الأخيرة؟
نحن لدينا طرق أخرى للرد على إسرائيل من خلال استعمال أسلحة متطورة ولا يمكن اللجوء إلى استعمال القوة النووية لأنها محرمة شرعا ولأن استعمالها سيلحق الضرر بملايين البشر في بضع ثوان وهذا ما ترفضه إيران.
كيف تتابعون الوضع اليوم في قطاع غزة وما هي قراءتكم لمستقبل الأحداث هناك؟
العملية العسكرية التي نفذتها إيران ضد إسرائيل كانت إيجابية وساعدت في تقليص الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة .. نحن نتوقع أن تنتهي الحرب قريبا لصالح الفلسطينيين، لأن إسرائيل عجزت عن تحقيق هدفها منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وهو القضاء على حماس والسيطرة على قطاع غزة كليا.
ونحن نرى أيضا بأن تعثر عملية تبادل الأسرى هي دليل على فشل الجانب الإسرائيلي الذي سينسحب قريبا من القطاع ليكون الانتصار للفلسطينيين بأي الطرق.
أجرى الحوار: مريم جمال