وأجمع برلماني ليبي وعضو في المجلس الأعلى للدولة بأن "فرصة نجاح أي مبعوث أممي إلى البلاد ضئيلة، في ظل تباين المواقف الدولية حول المشهد الليبي".
وأوضحا أن "الأطراف الليبية يمكنها أن تتوافق فيما بينها، كما حدث في السابق، لكن ما يحول دون تمام المسار هو الاختلاف الكبير بين القوى الدولية الفاعلة في المشهد الليبي".
وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عيّن الأمريكية من أصل لبناني ستيفاني خوري، نائبة للشؤون السياسية لرئيس البعثة في ليبيا، عبد الله باتيلي، الذي تقدم باستقالته، قبل أيام، بسبب عدم تحقيق أي اختراق في المشهد الليبي.
ويترقب الشارع الليبي ما يمكن أن تقدمه نائبة رئيس البعثة، حال ما تم التوافق على توليها المهمة، خلفا لباتيلي.
وخلال آخر إحاطة لباتيلي، في16 أبريل الجاري، أمام مجلس الأمن، وصف الفرقاء الليبيين، بأنهم "يغلبون مصالحهم الشخصية على مصالح البلاد".
من ناحيته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، سعد بن شرادة، إن "فشل المبعوثين الأمميين السابقين لا يرتبط بعدم توافق الأطراف الليبية".
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "عدم توافق الأطراف الدولية هو الأساس في عدم إتمام أي من المبعوثين لمهمته".
ولفت إلى أن "ستيفاني خوري، المكلفة بقيادة البعثة بشكل مؤقت، قد تواجه نفس العقبات المتمثلة في عدم توافق الأطراف الدولية، في حين أن التوافقات الليبية ممكنة، كما حدث بشأن التعديل الدستوري الأخير، وفي وقت سابق في الصخيرات".
وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.
في هذا الإطار، قال عضو البرلمان الليبي علي الصول، إن "الأزمة في ليبيا، تتمثل في النهج المتبع والمتمثل في إدارة الأزمة، حسب الرؤية الغربية بقيادة واشنطن".
ويتفق البرلماني الليبي حول أسس الصراع في ليبيا والتي يعتبرها نابعة من الموقع الجغرافي للدولة ومكانتها الاقتصادية، وما تمتلكه من ثروات.
ولفت إلى أن "واشنطن تتحكم في المشهد عبر قوى غير وطنية في ليبيا، مهمتها إبقاء الوضع على ما هو عليه وإفشال كافة المسارات المرتبطة بإجراء الانتخابات".
وخلال إحاطته الأخيرة، قال المبعوث الأممي المستقيل: "منذ نهاية عام 2022، واجهت الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للمساعدة في حل الأزمة السياسية في ليبيا، من خلال الانتخابات، نكسات وطنية وإقليمية، مما كشف عن تحد متعمد للانخراط بشكل جدي، وإصرار على تأخير إجراء الانتخابات بشكل دائم".
ودعا باتيلي، في وقت سابق، إلى "طاولة خماسية"، من أجل التوافق على مسار الحل في المشهد الليبي، وإجراء الانتخابات، لكن الخطوة لم تفلح.
ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، في عام 2011، لم تتوقف الأمم المتحدة عن إرسال مبعوثيها إلى ليبيا وتقديم مبادرات للحل.
وشهدت صراعات مسلحة لم تصل إلى نقطة نهايتها حتى الآن، فيما تلقي بعض الأطراف اللوم على الدول الفاعلة في المشهد، وخاصة الحلف الذي تقوده واشنطن.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.