الجيش الإسرائيلي يخلف دمارا واسعا في مخيم نور شمس ... فيديو

وفي مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، قام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية ضخمة في المخيم، استمرت 3 أيام وقتل خلالها 14 فلسطينيا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، وكانت القوات الإسرائيلية قد فرضت حظر تجول وحاصرت المخيم بشكل كامل ومنعت الطواقم الطبية والصحفية من الدخول إليه، وأطلقت الرصاص باتجاه كل من يحاول الاقتراب، بينما اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 9 من جنوده، وقد أخفقت كل الدعوات التي وجهتها مؤسسات دولية وطبية للسماح بدخول طواقم الهلال الأحمر لتسلم جثامين القتلى وإجلاء الجرحى من المخيم.

وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم، سارع الأهالي المحتجزين داخل بيوتهم بدون كهرباء ولا ماء، للخروج إلى الشوارع لتفقد ما خلّفه الجيش الإسرائيلي من دمار للشوارع والبيوت والمحال التجارية والبنية التحية، ويقول سليمان الزهيري لوكالة "سبوتنيك" عن العملية العسكرية الإسرائيلية ، وهو أحد كوادر حركة فتح في مخيم نورشمس:" ثلاثة أيام من القتل والدمار، وهذه جريمة حرب ضد الإنسانية، عشرات البيوت والمرافق دمرت، الشوارع دمرت وكذلك البنية التحتية وتمديدات الكهرباء والماء والاتصالات والصرف الصحي، وما حدث هو إعدام للمخيم بالكامل".

ويضيف: "وجدنا في الطرقات آلاف من الطلقات الفارغة، وقد استخدم جيش الاحتلال كل أنواع الأسلحة، وصورايخ ومسيرات، وهذه العقوبة الجماعية التي يمارسها ضد المخيم، تهدف إلى تحول المخيم إلى بيئة طاردة، حتى تدفع الناس للرحيل عن المخيم، لذلك أطالب من السفراء والقناصل العرب والدوليين التوجه إلى المخيم، حتى يقفوا على آثار هذه الجريمة البشعة، التي ارتكبت بحق مدنين في مخيم نور شمس".

وكانت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي قد اقتحمت المخيم ،حيث اجتاحت عشرات الأليات والجرافات وبرفقة جرافة "الدي 10" المعروفة بضخامتها، وبرفقة طائرات الاستطلاع، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بتجريف وتدمير البنية التحتية للشوارع وبعض المنازل والساحات، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم، وخاصة حارة المنشية بالإضافة إلى استهداف خطوط المياه والكهرباء الرئيسة.

ويقول مصطفى الأشقر، هو من أهالي مخيم نور شمس لـ "سبوتنيك": "كل شيء في المخيم مدمر، ثلاثة أيام من الموت، وكما ترى هذا المطعم كان سابقا بالقرب من النادي، وفي اقتحام سابق قام جيش الاحتلال بتدميره بالكامل، وقمت بعمل مطعم في منطقة أخرى في المخيم ، وأيضا ناله الدمار".

ويضيف: "هدف الاحتلال من هذه العمليات، وتعمد الهدم والقتل، هو ترحيلنا من هنا، لكن نقول له لقد هجرنا سابقا في عام 1948، ولكن اليوم لو هدمت البيوت فوق رؤوسنا فلن نغادر".

وعمّ الإضراب العام كافة مدن وقرى الضفة الغربية حدادا على مقتل 14 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس، بمدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت عن وصول 14 قتيل إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي ، من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، وعم الحزن والغضب محافظة طولكرم على سقوط القتلى في المخيم.

وقال شاهد العيان مروان محمود لوكالة "سبوتنيك": "كنت في بيتي عندما رأيت عدد من جنود الاحتلال يتوجهون إلى جاري رجائي السبع، وقد قاموا بقتله ثم ألقوا به من فوق البناية، وهذا الشاب لا يحمل سلاح ولم يفعل شيء".

وتروي والدة رجائي السبع ما حدث مع ابنها وتقول: "لقد دخلوا البيت أكثر من مرة ولم يعتقلوه، وبعدها عادوا وأخذوه، وجعلوه درعا بشريا بجانب المنزل، فقد كان بعض المقاومين متواجدين بالقرب من هنا، ثم قاموا بقتلهم، وأطلقوا على رجائي الرصاص وأصابوه في رجليه وفي رأسه، لقد قتلوه بدم بارد ثم غادروا".

وقال نادي الأسير الفلسطيني: "إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي وخلال عدوانها الذي استمر لنحو ثلاثة أيام على مخيم "نور شمس" اعتقلت 50 مواطنًا، بينهم جرحى، جرى الإفراج عن غالبيتهم بعد عمليات تحقيق ميدانيّ معهم".

وحملت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن النتائج الكارثية ،جراء الاجتياحات العسكرية المتكررة للمخيمات والبلدات الفلسطينية، وتصاعد اعتداءات المستوطنين بحق المواطنين الفلسطينيين العزل ومنازلهم وممتلكاتهم، بحماية من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بالتزامن مع تواصل الحرب على قطاع غزة.

وحذرت الهيئة المستقلة من تفاقم أزمة إنسانية في مخيم نور شمس وباقي المخيمات والقرى والبلدات الفلسطينية نتيجة العمليات العسكرية المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وطالبت الهيئة المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة الوقوف أمام التزاماتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ الإجراءات الجادة والعاجلة لوضع حد للتصعيد الإسرائيلي المستمر على المخيمات الفلسطينية واستهداف سكانها المدنيين، بما يضمن توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.

وكان الجيش الإسرائيلي قد كثف من عملياته العسكرية اليومية التي أصبحت تستهدف تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة، وأغلق منذ بدء الحرب على قطاع غزة، المدن والقرى الفلسطينية وفصلها عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، وارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 8400، وقتل نحو483 فلسطيني في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.