بعد تقارير نشرها في بولندا.. كيف يمكن لدولة غير نووية أن تحصل على قنابل ذرية أمريكية؟

وتمتلك روسيا أضخم ترسانة نووية في العالم تليها الولايات المتحدة الأمريكية، ويقدر إجمالي حجم ترسانة الدولتين النووية، بنحو 90 في المئة من السلاح النووي في العالم.

وبسبب مساعي واشنطن، المعلنة وغير المعلنة، لنشر الأسلحة النووية في العالم، أصبح هناك قسم ثالث يضم 5 دول غير نووية توجد جميعها في أوروبا وتسمح لها واشنطن باستخدام الأسلحة النووية الأمريكية، ضمن ما يُعرف بـ"اتفاقية مشاركة الأسلحة النووية الأمريكية".

توسعت واشنطن في نشر أسلحتها النووية، خلال حقبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، وسمحت لدول أخرى باستضافة واستخدام قنابل ذرية أمريكية، ضمن ما يطلق عليه اسم "برنامج مشاركة الأسلحة النووية".

وتسمح الاتفاقية بنشر نحو 100 قنبلة نووية أمريكية في 6 قواعد عسكرية في الدول الخمس، حيث يخضع السلاح النووي للإدارة المشتركة بين الدولة المستضيفة والولايات المتحدة الأمريكية.

وتتضمن الاتفاقية نشر قنابل نووية تكتيكية من طراز "بي - 61" في الدول الـ5، التي تصنف ضمن حلفاء واشنطن، وتقدم لها الدعم اللازمة لإطلاق هذه القنابل من على متن الطائرات الحربية.

لا يختلف وضع بولندا عن الدول الـ5 التي تستخدم السلاح النووي الأمريكي، فهي دولة حليفة لواشنطن وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منذ عام 1999.

وقال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إن "النشر المحتمل للأسلحة النووية الأمريكية في بولندا، ضمن برنامج المشاركة النووية" ليس جديدا، مضيفا: "ناقشنا هذا الموضوع عدة مرات مع رؤساء الولايات المتحدة، في السابق، وسأناقش هذا الأمر مع رئيس الوزراء دونالد تاسك".

وتابع: "التقاسم النووي، كفكرة محددة وطريقة محددة لإنشاء منطقة أمنية، يتم تنفيذه من قبل الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي، وكجزء من المشاركة النووية، ويتم نشر الأسلحة النووية في بعض دول الناتو الأوروبية على الأقل".

وعلقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم أمس الاثنين، بالقول: "مثل هذه التصريحات الاستفزازية للقيادة البولندية ليست جديدة".

وقالت زاخاروفا لوكالة "سبوتنيك": "روسيا ستضع الأسلحة النووية الأمريكية، التي تحدثت بولندا عن استعدادها لنشرها على أراضيها، على قائمة الأهداف التي سيتم ضربها في حالة الصراع مع الناتو".

وفي 25 مارس/ آذار 2023، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو ستنشر أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروسيا، دون انتهاك الالتزامات الدولية.

وأوضح بوتين أن ذلك يأتي ردا على تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، الذين ينشرون أسلحة نووية في أوروبا.

تخضع القنابل الأمريكية لاتفاقية مشاركة الأسلحة النووية في أوروبا وهي من طراز "بي - 61" ويمكن إطلاقها من الطائرات الحربية، ويضاف إلى ذلك الترسانتين النوويتين لكل من بريطانيا وفرنسا، ويمتلك كل منهما مئات الرؤوس النووية، التي يمكن إطلاقها من البر والبحر والجو.

تمتلك روسيا أضخم ترسانة نووية في العالم من حيث الحجم، الذي يقترب من 6 آلاف قنبلة، كما أنها أكثر الترسانات النووية تطورا من حيث وسائل الإطلاق سواء من الغواصات النووية الخارقة أو من الطائرات التي يمكنها قطع آلاف الكيلومترات في الجو وإطلاق الصواريخ النووية من خارج المجال الجوي للعدو، أو حتى بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الفرط صوتية، التي لا يمكن اعتراضها.