خبراء: اقتحام رفح يهدف لنشر الفوضى في المنطقة

أكملت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 200 يوم، في ظل تلويح تل أبيب بخطة اقتحام مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
Sputnik
في هذا السياق، أجمع خبيران بالقول إن "واشنطن منحت إسرائيل الضوء الأخضر لاجتياح رفح، منذ إعلان نتنياهو عزمه السيطرة على كامل غزة".
وأوضح الخبيران أن "الكتلة العربية لم تتخذ أي إجراءات من شأنها وقف هذه العملية حتى الآن، في ظل سعي الجانب الإسرائيلي للسيطرة على كامل أرض فلسطين التاريخية".
وحذر الخبيران من "الصمت العربي، وما يمكن أن يترتب على اجتياح رفح، وتنفيذ خطة واشنطن بواسطة إسرائيل بإحداث فوضى خلاقة في المنطقة، واستغلال وجود قوات الحلف الأطلسي في المنطقة لإعادة تمركز عسكري في المنطقة".
وقال المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن "الموقف الأمريكي، داعم لإعلان نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) عزمه على اجتياح رفح، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى للسيطرة العنصرية على كامل أراضي فلسطين الطبيعية، وهو يريد احتلال رفح لينصرف بعدها إلى السيطرة على الضفة الغربية".
وسط استعدادات عسكرية ضخمة.. ما سيناريوهات اقتحام رفح؟
وأضاف الرز، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "المشروع وافقت عليه واشنطن منذ الإعلان عنه، وتمثل ذلك بجولة وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكن، عقب عملية "طوفان الأقصى" على عدد من الدول العربية من بينها مصر، لبحث إمكانية تهجير أبناء غزة إلى سيناء وأهالي الضفة إلى الأردن، وعندما قوبل بالرفض خاصة من قبل القاهرة، التي سارعت إلى إحياء القضية الفلسطينية بمنع التهجير، وتنشيط الدعوة لقيام الدولة الفلسطينية، لجأ إلى كتمان تبنيه للمشروع وإيكال أمره إلى الحكومة الإسرائيلية".
واستطرد، قائلا: "ليس صحيحا تبرير نتنياهو، بأن اجتياح جيشه لغزة سوف يقضي على آخر موقع لحماس، ويعيد الأسرى، خاصة أنه يدرك أن مقاتلي "حماس" و"الجهاد" لا يزالون في شمال غزة، التي أطلقوا منها صواريخ على مستوطنات الغلاف، قبل أيام قليلة".
ولفت إلى أن "شبكة الانفاق في طول غزة وعرضها لم يتضرر منها إلا 15 بالمئة فقط، ما يعني أن هدفه من وراء اجتياح رفح، هو محاولة ترحيل بضع مئات الآلاف من الفلسطينيين نحو سيناء كأمر واقع، والعمل مع تداعيات هذه الخطوة، على دفع مصر نحو إجراء عسكري يستغله حلف الأطلسي المتواجد بأساطيله في البحرين الأبيض والأحمر، لتعميم الفوضى الخلاقة في الساحة العربية، بغية التدخل في شؤونها وإعادة رسم خرائطها".
تقرير: نحو ربع مليون فلسطيني غادروا رفح تحسبا لهجوم إسرائيلي وشيك
وشدد الرز على أن "هذا المشروع الأمريكي الغربي أوصت به المعاهد الاستراتيجية الأمريكية مثل "بروكينغز وفورد وهارت رودمان"، منذ بداية الألفية الثانية لتمكين الولايات المتحدة ومعها حلف الأطلسي من السيطرة الاستعمارية على المنطقة من خلال شرق أوسط جديد".
ومضى، بقوله: "لأن الخطر لن يستثني أحدا فإن أي مواجهة لهذا المخطط الأمريكي الغربي، لن تنجح إلا بإحياء مشروع عربي تضامني يكفل الضمانة للسيادات العربية الوطنية، ويتجه بقوة نحو إحياء الدولة الفلسطينية".
ويرى أن "واشنطن تعطي العرب شعارات، وتمنح إسرائيل الإمكانات، وبإمكان المشروع العربي الذي يملك قوى تأثير بالغة الأهمية، أن يحدد المواقف من القوى الدولية، حسب المصلحة العربية المشتركة".
فيما قال المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت، إن "الإدارة الديمقراطية الأمريكية، منحازة لإسرائيل، ومهادنة لإيران، وتعتبر أن الهدف هو تفكيك محور المعارضة أو الممانعة الآسيوية".
خبير لـ"سبوتنيك": الهجوم على رفح سيضر بشدة بالعلاقات المصرية الإسرائيلية
وأضاف ثابت، في حديثه مع "سبوتنيك"، أنه "من غير المرتقب أن تقدم المنطقة العربية على مواقف حاسمة بشأن الأمن القومي العربي، في ظل التباين وعدم توحيد الموقف".
ويرى ثابت أن "إشاعة الفوضى في المنطقة تمس بالمصالح الأمريكية والأوروبية، وأنها لا تسعى لإشاعة الفوضى، بلا استثمار اللحظة الراهنة وكسر محور الممانعة".
وفي وقت سابق من يوم أول أمس الأحد، جدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، التأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، وإدخال المساعدات بصورة كاملة، ووقف العنف واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
جاء ذلك خلال استقباله للمقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، وفقا لبيان من وزارة الخارجية المصرية.
الحكومة الإسرائيلية: نتنياهو حدد موعدا لدخول قواتنا إلى رفح
وشدد شكري على "ضرورة إدخال المساعدات بصورة كاملة، ووقف العنف واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، تحت حماية القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات".
وتناول الوزير المصري والمقررة الأممية، الممارسات والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما نوّه إلى أن استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وزيادة وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية والممارسات الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية يزيد من مخاطر تفجر الأوضاع في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بحسب الخارجية المصرية.
في الإطار وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، رئيس وزراء إسرائيل بأنه "هتلر العصر"، في إشارة إلى الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.
وقال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، إن "احتلال إسرائيل لقطاع غزة بالكامل سيفتح الباب لمزيد من الاجتياحات"، مؤكدا أنه لا يعتقد أن حركة حماس ستغادر قطر.
وحذر من أن "السيطرة على غزة ستتيح المجال أمام استيطان الإرهابيين الإسرائيليين في غزة وستجعل إسرائيل أكثر عدوانية"، مؤكدا أنه "سيواصل كشف جرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل وهتلر العصر نتنياهو وشركاؤه في الجريمة لن يفلتوا من المساءلة".
مناقشة