وقال الدرب، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "إن الجميع يعرف أن فصائل المقاومة في العراق، والتي تعمل تحت مسمى المقاومة الإسلامية والتي هي جزء من محور المقاومة ضمن وحدة الساحات والتي تضم كتائب "حزب الله" العراقي وحركة النجباء، هذين الفصيلين هم من كانوا يصرحون علانية عن استهدافاتهم للقواعد والمصالح الأمريكية في العراق، والتي بدأت بعد 7 أكتوبر(تشرين الأول من العام الماضي) في غزة بالأراضي الفلسطينية، لكن بعد ذلك تم ربط عمليات الاستهداف بالتواجد الأمريكي في العراق".
وتابع الخبير الأمني العراقي: "الجميع يعلم أن الوجود الأمريكي في العراق ليس قوات قتالية، بل هي قوات تم التوافق عليها ضمن قوات حلف الناتو بطلب عراقي وموافقة أممية بعد العام 2014، وفي العام 2019، تم تعزيز تلك الاتفاقية ما بين الجانب العراقي والجانب الأمريكي، وأصبحت مهمة القوات الأمريكية المتواجدة على الأرض استشارية وقاموا بتسليم الكثير من القواعد، التي كانوا يتواجدون فيها واحتفظوا بثلاث قواعد فقط وهي قاعدة عين الأسد وحرير وفيكتوريا".
وأشار الدرب إلى أن "الرؤية الحكومية واضحة وتعتبر أن هؤلاء هم حلفاء أو شركاء وحمايتهم واجب على الحكومة العراقية ضمن ما تم الاتفاق عليه، والفصائل التي تقوم بعمليات الاستهداف هي خارج إطار الدولة ولا تأتمر بأوامرها وهي ليست جزءا من الحكومة كالفصائل الأخرى التي انخرطت داخل النظام السياسي وأصبحت جزءا من مؤسسات الدولة المدنية أو العسكرية".
ومضى الدرب، بقوله: "بعد استهداف القيادي في كتائب "حزب الله" العراقية، أبو باقر الساعدي، كان هناك ما يشبه هدنة فيما بين الفصائل والحكومة العراقية من أجل وضع جدول زمني لإخراج قوات التحالف الدولي، التي تقودها أمريكا بالعراق، والتي تدخل ضمن عمليات "العزم الصلب" في العراق وسوريا، والتي تقوم بمحاربة عناصر "داعش".
وأكد الدرب أن "هناك العديد من اللجان التي تم تشكيلها بين الجانبين العراقي والأمريكي، تلك اللجان سوف تصدر تقاريرها بعد المشاورات، سوف يتم رفع تلك التقارير إلى المنظمة الدولية وهي التي ستقرر مدى جاهزية واستعداد الجانب العراقي العسكري والمعلوماتي لمواجهة بقايا تنظيم "داعش (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم)".
وأوضح الخبير الأمني، بالقول: "إذا ما أقرت الأمم المتحدة، بعد رفع تقارير اللجان إليها، عملية انسحاب قوات التحالف من العراق، فإن الأمر يحتاج إلى عامين على الأقل لكي يتم الانتهاء من تلك العملية، واليوم هناك أحاديث بين واشنطن وبغداد بأن الطرفان يبحثان عن آلية للعلاقات الأمنية المستدامة، أي تحويل القوات الأمريكية التي تعمل ضمن التحالف الدولي إلى قوات أمريكية ثنائية مستدامة".
ولفت الخبير الأمني العراقي إلى أنه "في نهاية المطاف سوف تتعرض فصائل المقاومة إلى ضغوط داخلية أكثر من الضغوط الخارجية، لأنه لا يمكن جعل أرض العراق ساحة لتصفية النزاعات و تنفيذ الإملاءات الخارجية، لأننا ذاهبون باتجاه فتح آفاق جديدة في العلاقات الأمنية والاقتصادية مع دول العالم، وإذا ما عادت الفصائل لاستهداف القواعد والمصالح الأمريكية، سوف يتم نسف ما تم التوصل إليه في ظل جولات المباحثات وبالتالي نعود إلى المربع الأول وهذا ما لن تسمح به الحكومة العراقية".
ونفت فصائل عراقية، أمس الاثنين، بيانا متناقلا يزعم أنها استأنفت الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة.
وقبل أسابيع، تراجعت حدة الهجمات التي تستهدف القواعد الأمريكية في سوريا، في حين كانت بدايتها على خلفية الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.