في ظل تصاعد "حركات المقاومة".. ما دلالات استهداف القواعد الأمريكية في سوريا؟

مع تصاعد الأزمات في المنطقة على محاور عدة، جاءت الضربات التي استهدفت القواعد الأمريكية في سوريا لتشكل، بحسب خبراء، نقطة تحول لقواعد الاشتباك، لا سيما في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.
Sputnik
وقال مراقبون إن "تعرض القواعد الأمريكية في سوريا، للقصف أمر طبيعي بين محتل ومقاوم"، معتبرين أنها تأتي في خضم تصاعد "حركات المقاومة" في المنطقة، لا سيما في غزة ولبنان وإيران والعراق.
وقال مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة شرقي سوريا، إن "القصف الذي استهدف قاعدة الجيش الأمريكي أقصى شرقي سوريا، حقق إصابات مباشرة داخل القاعدة، مع معلومات عن وقوع خسائر بشرية".
مراسل "سبوتنيك": استئناف الرشقات الصاروخية على قواعد الجيش الأمريكي شرقي سوريا
وأضاف المراسل أن القصف الذي طال قاعدة مطار "خراب الجير" بريف بلدة اليعربية على الحدود العراقية السورية أقصى شمال شرقي سوريا، حقق إصابات مباشرة داخل القاعدة في سكن الجنود، مع معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وكشفت مصادر أن مصدر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة هو الأراضي العراقية المقابلة للأراضي السورية، ويأتي بعد أقل من 48 ساعة على قصف أحد القواعد العسكرية المشتركة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي في محافظة بابل.

تغيير قواعد الاشتباك

قال الدكتور أسامة دنورة، الخبير السياسي والاستراتيجي السوري، إن "أي قوة احتلال في العالم عليها أن تتوقع من مواطني المناطق المحتلة مقاومة مستمرة، لأن سلب السيادة ومصادرة الحقوق السياسية لأي شعب، وسرقة الخيرات والموارد من نفط وقمح، وتشجيع سيطرة زمرة انفصالية، جميعها جرائم يقوم بها المحتل الأمريكي في شمال شرق سوريا، وتتسبب بالمحصلة في تصاعد المقاومة".

وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك": "أما في إطار المشهد الحالي، فمن المؤكد أن عوامل تصاعد مقاومة الأمريكيين ليست قائمة بناء على حيثية محلية وحسب، بل تدخل في إطار مواجهة واسعة حرّكتها وما تزال تحركها، الإبادة الجماعية والمجازر المتنقلة التي يرتكبها الإسرائيلي في غزة، اعتماداً على السلاح والغطاء الاستراتيجي الأمريكي، بما في ذلك قيام الولايات المتحدة بسد أي أفق للحل السياسي، وهو ما كرسه الأمريكي عبر الفيتو الأخير الذي أفشل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
أنباء عن انسحاب الجيش الأمريكي سرا من إحدى قواعده في سوريا على وقع الضربات المتكررة
وفي هذا السياق، وفقا لدنورة، يبدو اجتياح رفح مفصلاً مصيريًا في هذه المواجهة، وإذا ذهبت واشنطن إلى إعطاء ضوء أخضر، ولو ضمني، لنتنياهو باجتياح رفح، فهذا قد يعني تغير قواعد الاشتباك مع الإسرائيلي والأمريكي على حد سواء، وإمكانية امتداد التصعيد ليشمل مزيدًا من الجبهات، وقصف "حزب الله" الأخير على قاعدة عسكرية في صفد، والعملية الأخيرة ضد القاعدة الأمريكية، قد تعبران بالقدر ذاته عن إشارات تحذيرية قوية موجهة لقوى الاحتلال من مغبة اجتياح رفح.
وقال دنورة: "الاشتباك مع القواعد الأمريكية في العراق، يبدو أنه لا يزال في إطار الضبط، التزامًا بالتهدئة التي لا تزال سارية المفعول، لا سيما بعد زيارة السوداني إلى واشنطن".

"مقاومة مشروعة"

في ذات السياق، يرى المحلل السياسي السوري، عمر رحمون، أن "استهداف القواعد العسكرية الأمريكية، الأخير، سواء في خراب الجير في الحسكة أو حقل "كونيكو" في دير الزور، وغيرها من القواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا، يؤكد أن مقاومة الاحتلال الأمريكي مستمرة وأن الضربات الأمريكية مهما تعاظمت لن تثن الشعب السوري عن مقاومة الاحتلال".
وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك": "تعتقد القوى المقاومة وهي على قناعة تامة أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخرج إلا بالمقاومة، وإذا كانت سوريا جزء من محور المقاومة فإن إيران التي تقود المحور إلى جانب سوريا ضربت في العمق الإسرائيلي متحدية الكيان الصهيوني أن يرد ولم تكن الضربات التي تعرضت لها مدينة أصفهان الإيرانية سوى تمثيلية إسرائيلية لحفظ ماء الوجه".
فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف 3 قواعد عسكرية أمريكية في سوريا والعراق
وأوضح رحمون أن "القوى المقاومة تأكدت جيدًا بأن العدو الإسرائيلي لا يزال يعاني من صدمة السابع من أكتوبر(تشرين الأول الماضي)، واليوم أصبح يخشى من التصعيد ويحاول البحث عن حل لأن تكلفة السلام أخف عليه من الحرب".
ونفت فصائل عراقية، أمس الاثنين، بيانا متناقلا يزعم أنها استأنفت الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة.
وقبل أسابيع، تراجعت حدة الهجمات التي تستهدف القواعد الأمريكية في سوريا، في حين كانت بدايتها على خلفية الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وإضافة إلى عشرات القواعد الصغيرة، تنتشر في سوريا 9 قواعد أمريكية كبيرة، الأولى في منطقة التنف في ريف محافظة حمص الشرقي واثنتان في ريف دير الزور و6 في محافظة الحسكة، وجميعها تعرضت لهجمات صاروخية أو عبر الطائرات المسيرة خلال ما يقارب الشهرين.
وهزت انفجارات، يوم الأحد 24 مارس/ آذار الماضي، قاعدة الجيش الأمريكي في منطقة الرميلان النفطية في ريف محافظة الحسكة شرقي سوريا، ناتجة عن تعرضها لهجوم برشقات صاروخية استهدفتها بشكل مباشر.
مناقشة