وقال صالح، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "هؤلاء لديهم اعتقاد خاطئ بامكانية تعويض الخسائر العسكرية بمكاسب سياسية يمكن من خلالها إضعاف الموقف الجنوبي وإعادة ترتيب أوراق القوى اليمنية المهترئة في الجنوب".
وأضاف: "الشراكة الجنوبية في مؤسسات الدولة اليمنية مؤقتة وتهدف إلى إدارة مرحلة ما قبل الوصول إلى حل عادل لقضية شعب الجنوب وتوحيد جهود القوى المناوئة للمليشيا الحوثية (أنصار الله) لحسم المعركة عسكريا، أو الوصول إلى سلام عبر عملية سياسية شاملة برعاية دولية".
وتابع صالح: "في المقابل تقوم هذه المؤسسات بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتوفير الخدمات في محافظات الجنوب وباقي المحافظات اليمنية المحررة".
ونوّه صالح، بالقول: "هناك إصرار على الانفراد بالتعيينات وبشكل متسارع في خروج مرفوض عن التوافق المنصوص عليه في بيان نقل السلطة، الذي انبثق عنه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، في 7 أبريل/ نيسان 2022".
وأردف، قائلا: "المكر في التعامل مع الشريك الجنوبي، لا يخدم حالة التوافق التي ينبغي أن تكون هدف جميع الأطراف، كما أنه سيعيق جهود مواجهة مليشيات الحوثيين (أنصار الله)".
وأشار صالح إلى أن "هناك أهداف ومقاصد واضحة في اتفاق الرياض لعام 2019 ومشاورات مجلس التعاون لعام 2022، التي نتج عنها تشكيل حكومة المناصفة ومجلس القيادة الرئاسي وعلى الجميع الالتزام بها، والابتعاد عن الممارسات الفوضوية التي أسست لها الحكومات السالفة، التي اعتمدت أساليب حرب الخدمات وإهدار المال العام في شراء الولاءات وتمويل المطابخ الإعلامية الموجهة ضد الجنوب وقضيته، مع تناسي الخصم الرئيس (مليشيا الحوثي) "أنصار الله"، ومشروعها الإيراني الذي يستهدف الجميع".
وأوضح القيادي الجنوبي أن "العناوين الأساسية للشراكة الجنوبية الحالية مع القوى اليمنية هي تحقيق التنمية وإعادة الإعمار في الجنوب والمناطق المحررة شمالاً، إضافة إلى خوض المعركة مع مليشيا الحوثي (أنصار الله) أو الوصول إلى عملية سلام عادلة معها"، مشيرا إلى أن "أي محاولة للنيل من المكاسب الجنوبية وإلحاق الأذى بالمواطن الجنوبي، ستُقابل بردود فعل قد لا يتحمله من يمارس هذا العبث".
وقال صالح إن "إعادة إنتاج قوى الفساد وتدوير الفاسدين وتبني سياسة تمكين المقربين لا يخدم أي جهد وطني بقدر ما يذكر الناس بماضٍ أسود، لأن اقتفاء أثر كل من سعى للإضرار بالجنوب ومحاولة تفكيكه سابقا، لن تصل إلا إلى ذات النتيجة التي فشلت معها هذه المحاولات وذهب أصحابها إلى مزبلة التاريخ".
ولفت صالح إلى أن "ممارسة الابتزاز السياسي ومقايضة أو ربط ملف الخدمات بملفات سياسية أمر مرفوض، لأن شعبنا ليس حقل تجارب لمؤسسات الفشل والتآمر، وصبره مهما طال سينفد وعندئذ سيندم الجميع".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.