وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرَّت من رأيها أو اتجاهها بعد ضغوط إسرائيلية، ولن تفرض عقوبات على كتيبة "نيتساح يهودا".
وأوضحت الصحيفة أنه "رغم انتهاكات حقوق الإنسان"، فإن إدارة الرئيس جو بايدن قررت عدم فرض عقوبات على الكتيبة العسكرية الإسرائيلية بسبب وعد واشنطن لتل أبيب بمعالجة هذا الملف.
وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي، قد وعد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية بتقديم معلومات بشأن الخطوات المتخذة حول انتهاكات حقوق الإنسان، كما أن يتسحاق هرتزوغ، الرئيس الإسرائيلي، قد هاتف، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، بهذا الشأن وحاول دفعها إلى تغيير القرار.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية، الأسبوع الماضي، بأن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سيعلن عن عقوبات ضد وحدة مثيرة للجدل في الجيش الإسرائيلي، في الأيام المقبل". بحسب ما ورد، تعتبر وحدة "نيتساح يهودا" وجهة للمستوطنين اليمينيين المتطرفين الشباب من الضفة الغربية، الذين لم يتم قبولهم في وحدات أخرى للجيش الإسرائيلي.
وستمنع العقوبات الكتيبة وأعضاءها من تلقي المساعدات والتدريب العسكري الأمريكي، وهي تستند إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي تم تسجيلها في الضفة الغربية، قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي السياق نفسه، صرح سفير إسرائيلي سابق لدى واشنطن، الأحد الماضي، بأن العقوبات الأمريكية المحتملة على كتيبة "نتساح يهودا" قد تمتد إلى لواء "غولاني".
وأوضح مايكل أورون، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، بشأن احتمال فرض واشنطن عقوبات على كتيبة "نتساح يهود" التابعة للجيش الإسرائيلي بأنه قد تشمل ألوية أخرى، مشيرًا إلى أن الأمر يبدأ بهذه الكتيبة ويمكن أن تكون "غولاني" ولواء المظليين أيضا، مضيفا أن هذا الأمر بمثابة "منحدر" للجيش الإسرائيلي.
وفي السياق نفسه، حذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أمس السبت، الولايات المتحدة من أن العقوبات المحتملة على كتيبة "نيتساح يهودا" المتطرفة ستكون "خطًا أحمر". وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "العقوبات ضد جنودنا خط أحمر! يجب على وزير (الدفاع يوآف) غالانت أن يدعم فورًا "نيتساح يهودا".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى". وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردًا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وشنت هجوما كبيرا على غزة أودى بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 77 ألف مصاب وعشرات الآلاف تحت الأنقاض، حسب وزارة الصحة في غزة.
وفي غضون ذلك تتواصل المساعي الإقليمية والدولية للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف لإطلاق النار في غزة.