"أنصار الله" تتهم واشنطن بعرقلة جهود إحلال السلام في اليمن

حمّلت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، أمس الاثنين، الولايات المتحدة مسؤولية عرقلة تحقيق السلام في اليمن، معتبرة أن لا علاقة لعملياتها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ضد السفن التي تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، بجهود إنهاء الصراع الذي يدخل عامه العاشر.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقالت وزارة الخارجية في حكومة "أنصار الله"، في تصريح على لسان مصدر مسؤول، نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء التي تديرها الجماعة، إن "تصريحات المبعوث الأمريكي ليندركينغ [في اشارة إلى حديثه بأن الهجمات البحرية للجماعة تعرقل السلام] تؤكد أن أمريكا هي من تقف أمام إحلال السلام في اليمن، وتحول دون وقف المجازر الإجرامية في غزة ورفع الحصار عنها".
وأضافت الوزارة: "عمليات اليمن في البحر لهدف إنساني وهو الضغط لوقف العدوان الصهيوني على غزة، ورفع الحصار عنها، وهو مطلبٌ إنسانيٌ، ومن المفترض أن يتم التجاوب معه".
"أنصار الله" اليمنية تحمل الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية ارتفاع التأمين البحري
واعتبرت أن "لا علاقة للتسوية بما يحدث في البحر الأحمر"، مشيرة إلى "أنه تم التأكيد للأمم المتحدة أن الخارطة التي تم التوصل إليها، مع الجانب السعودي لا علاقة لها بأحداث غزة، ويفترض ألا يكون للأمريكي والبريطاني أي تدخل بها".
وقالت إن "أمريكا تقف أمام إرادة كل الشعوب في العالم بما فيها الشعب الأمريكي الذي عبر عن رفضه لما تمارسه إدارة بايدن بمشاركتها في الجرائم الصهيونية البشعة بحق أبناء غزة".
واعتبرت وزارة الخارجية في حكومة "أنصار الله"، أنه "بدلاً من الاستجابة للمطالب العالمية [تقصد إيقاف الحرب في غزة وإنهاء الدعم الأمريكي لها] لجأت إلى قمع طلاب الجامعات بطريقة وحشية تكشف من جديد زيف الشعارات الأميركية بالديمقراطية وغيرها"، على حد قولها.
ومنتصف نيسان/ أبريل الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، "تعثر الزخم نحو التوصل إلى اتفاق بين أطراف الصراع في اليمن، بسبب التطورات في قطاع غزة"، مؤكداً أنها "أدت إلى تعقيد مساحة الوساطة بشكل كبير"، معتبراً أنه "في ظل غياب وقف إطلاق النار في غزة وعدم وقف الهجمات بشكل كامل في البحر الأحمر وخليج عدن، يظل خطر التصعيد قائماً".
وحينها حذر المبعوث الأممي، من "عواقب وخيمة ليس على اليمن وحسب، بل وعلى المنطقة بأكملها، إذا تم إهمال العملية السياسية في اليمن ومواصلة السير على مسار التصعيد"، مشدداً على "ضرورة ضمان ألا يتم ربط حل الصراع في اليمن بتسوية القضايا الأخرى"، مؤكداً أنه "يجب عدم المجازفة بفرصة اليمن في تحقيق السلام وتحويلها إلى خسائر ثانوية".
وتصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء جماعة "أنصار الله"، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، شن هجمات على سفن تقول إنها مرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، رداً على عمليات الجيش الاسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وتقول جماعة "أنصار الله" إنها استهدفت 102 سفينة مرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، خلال 202 يوم من "العدوان" على غزة، بمعدل سفينة كل يومين، دعماً للفصائل الفلسطينية في القطاع.
وكانت "أنصار الله"، أعلنت في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنها ستساند فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة، بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى"، حال تدخل أميركا عسكرياً بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
البنتاغون لـ"سبوتنيك": الولايات المتحدة وشركاؤها نفذوا ضربات ضد "أنصار الله" في اليمن
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة