وشهد شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس أمس الاثنين تحركات طلابية أمام المسرح البلدي مساندة للقضية الفلسطينية وتنديدا بالصمت الدولي الذي وصفوه بالمخجل أمام آلة الحرب على القطاع.
ويأتي هذا التحرك الطلابي في إطار التحركات الطلابية التي انطلقت منذ الأسبوع المنقضي بعدد من الجامعات في العديد من بلدان العالم.
الجامعات تنتفض
ومن جانبه أفاد وسيم بن مسعود الأمين العام الاتحاد العام التونسي للطلبة لـ"سبوتنيك"، بأن الاتحاد العام التونسي للطلبة كان قد دعا إلى إضراب شامل طيلة أسبوع لتكون الانطلاقة بإنتفاضة أسبوعية تحت عنوان "طوفان الجامعة" .
وطوفان الجامعات هو تظاهرة طلابية تنطلق من الجامعات التونسية لتتواصل طيلة الأسبوع مساندة للطلبة الأمريكيين الذين تعرضوا لاعتقالات من قبل الشرطة بعد مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني داخل الجامعات.
ويضيف بن مسعود بأن المسيرات انطلقت من تونس العاصمة وفي العديد من المحافظات الأخرى، مشيرا إلى أن الجامعات التونسية ستكون اليوم الثلاثاء، على موعد مع تحركات داخل الجامعة وتتواصل طيلة الأسبوع.
وجدّد الطلبة المشاركون في هذه التظاهرة المطالبة بتجريم التطبيع وإدانة كل أشكال العلاقات مع المطبعين، داعين البلدان العربية المحيطة بالأراضي الفلسطينية إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
كما أشار وسيم بن مسعود إلى أن هناك بعض المؤسسات الجامعية استجابت لهذه الدعوات وقاطعت الامتحانات الوطنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وطالب أمين عام الإتحاد التونسي للطلبة وزارة التعليم العالي بإسناد منحة جامعية للطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون بالجامعات التونسية إضافة الى إطلاق تسمية"غزة" على مدارج الجامعات حتى يظل تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول راسخا على مر التاريخ في أذهان الأجيال القادمة.
كما دعا بن مسعود أيضا وزارة التعليم العالي إلى التنديد بالاعتداءات الوحشية التي تعرض لها الطلبة في الجامعات الأمريكية.
تحركات في المبيتات الجامعية
وأكد سيف اللومي عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام التونسي للطلبة لـ"سبوتنيك" أن التحرك يشمل أيضا المبيتات الجامعية حيث يرفع الطلبة اليوم شعارا واحدا هو "يكفي إبادة للشعب الفلسطيني" و"أوقفوا الاعتداءات والاعتقالات على الطلبة في الجامعات الأمريكية".
ويواصل اللومي القول بأن الطلبة التونسيين ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة يشاركون في جميع التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية وفي حملات المقاطعة للمنتوجات الداعمة لإسرائيل.
كما يرى أيوب تليش وهو طالب بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية بأن الطلبة التونسيين ومن خلال إقدامهم على هذه الخطوة وخروجهم إلى الشوارع برهنوا للعالم أجمع بأن القضية الفلسطينية حق ولن تموت إلا بانتصار المقاومة وهو نصر قريب على حد قوله.
ويتابع تليش القول لـ"سبوتنيك" بأنه ساهم مع بقية نشطاء الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل في إنجاح هذه الحملة طيلة شهر رمضان وحتى هذه الأيام، مضيفا أنه يسعى إلى النبش في ارتباطات مزودين ومؤسسات تعمل في السوق التونسية تتعامل مع اسرائيل أو تدعمها مع توثيق الأدلة وإحالتها على القضاء التونسي.
اعتصام وسط الجامعة
وبينما اختارت العديد من الجامعات التونسية الخروج إلى الشوارع للتعبير عن تضامنها مع الفلسطينيين اختار طلبة معهد الصحافة وعلوم الأخبار الاعتصام وسط الجامعة مع مقاطعة الامتحانات الوطنية.
وأفادت الطالبة نجلاء برينصة " لسبوتنيك" بأن الهدف من مقاطعة الامتحانات والاضراب العام هو إلغاء الاتفاقيات مع المؤسسات والمنظمات التي تدعم اسرائيل.
كما أشارت برينصة إلى أن المطلوب اليوم من السلطات التونسية هو تجريم التطبيع عن طريق إقرار قانون واضح يتم معاقبة كل من يطبع مع إسرائيل بعقوبات سجنية.
وتقول الطالبة بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار إن طلبة معهد الصحافة يدعون الشارع التونسي للخروج في مظاهرات ورفع الشعارات المنددة بالحرب القائمة في قطاع غزة من أجل "وقف جرائم الإبادة وحتى يستعيد أبناء الشعب الفلسطيني أرضهم".