يرى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي "أن باريس تستعد لاستضافة قمة أمنية مصغرة بحضور ممثلين كبار لوزارة الخارجية والدفاع لكلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا، سوف تتطرق هذه القمة لمناقشة موضوع الحدود وتأمينها وبحسب بعض المصادر فإن اللقاء سوف يدور حول حماية الحدود الليبية شرقا وغربا وجنوبا كاملة، هذه هو الهدف الظاهر".
محاولات مستمرة للتدخل
وأكد العبدلي في تصريحه لـ "سبوتنيك"، أن أعين الفرنسيين ومن معهم في القمة تدور حول الحدود الجنوبية لليبيا، خاصة وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحاول استعادة نفوذه الذي فقده في ليبيا عن طريق تكوين قوات مشتركة من غرب وشرق ليبيا تحت إشراف لجنة 5+5، كان هذا الاقتراح مطروح منذ أكثر من سنة، وكانت هناك اجتماعات عسكرية لفرنسا مع شخصيات ليبية ولعدة أسباب فشل المقترح وتعطل.
وقال: "من أبرز هذه الأسباب هي الأحداث التي حدثت للجيش الفرنسي وقواعده وطرده من النيجر ومن عدة دول أفريقية جعل موضوع ليبيا ليس على رأس الأولويات، بالإضافة إلى القوات العسكرية في المنطقة الغربية الغير متفقة حول أي خطة ظاهرها لتأمين الجنوب وباطنها حرب أو استعمالهم كأداة للحرب، بالإضافة إلى الانقسام السياسي الذي زادت حدة في الفترة الأخيرة، كل هذه العوامل منعت أن تكون هناك خطة لقوات مشتركة لتأمين الحدود".
واعتبر أن فرنسا تحاول عن طريق مبعوث الرئيس الفرنسي إلى ليبيا تحول تمرير هذا المقترح، ولكن هذه المرة دون وجود ليبيا أو ممثلين عن الدولة الليبية، وهذا يدل على عدم احترام فرنسا لسيادة الدول، خاصة الدول الإفريقية والذي كان سببا في طردهم من هذه الدول.
وأوضح أن العامل المشترك من هذه الدول هو الخوف من التقارب الليبي الروسي والعلاقات الثنائية التي تربط ليبيا بروسيا الاتحادية، والتي تتمثل في علاقات روسيا بكل الأطراف الليبية وأبرزها زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة إلى موسكو، وعودة عمل البعثة الدبلوماسية للعاصمة طرابلس، والتقارب الجيواستراتيجي مع سلطات شرق ليبيا.
واعتبر أن هذه القمة تبحث أمورا تتعلق بمصلحة فرنسا والولايات المتحدة والغرب، ولم تبحث عن مصلحة ليبيا وذلك من خلال عدم دعوة أي جهة ليبية لحضور الاجتماع المزمع عقده.
وأكد أن هذه القمة للمصالح الغربية وأمريكا فقط، ومحاولة إبعاد أي دولة قد يكون لها أي تحالف مع الأطراف الليبية تحاول تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المتخاصمة.
مؤامرات خارجية
من جانبه، يعتقد المحلل السياسي إدريس أحميد، "أن هذه القمة الأمنية المصغرة تؤكد مدى توغل التدخل الأجنبي في ليبيا، يعلم الجميع أن هناك قوات مسلحة ليبية، وهناك لجنة 5+5 العسكرية التي اجتمعت حول تأمين الحدود، ونزع السلاح من التشكيلات المسلحة ودمجها في المؤسسة العسكرية".
وتابع احميد في تصريح خاص لـ "سبوتنيك"، أن القوات المسلحة العربية الليبية تقوم بدور مهم في أغلب المناطق الليبية في مساحات شاسعة تتمثل في الانتشار في المنطقة الجنوبية وتأمين الحدود المشتركة مع النيجر وتشاد والجزائر والسودان، وفرض سيطرتها على هذه المناطق.
واعتبر أن هذه اللقاءات الدولية منذ عام 2011، وهذه الدول المتدخلة في ليبيا لم تنفذ أي قرار فيما يتعلق بالوضع الأمني في ليبيا أو نزع السلاح المنتشر في البلاد، بما في ذلك مؤتمر برلين 1 ومؤتمر برلين 2 ومؤتمر باريس التي تحدثت حول هذه النقطة.
وقال: "إن الدور الفرنسي غير مفهوم خاصة حول تناغمة مع الدور الأمريكي، والإيطالي، خاصة وأن هناك خلاف بين فرنسا وإيطاليا، مؤكدا أن ايطاليا لها توجهات اقتصادية في ليبيا وملفات مشتركة حول مواضيع الهجرة.
وأشار إلى أن فرنسا لها أحلام سابقة في الجنوب الليبي ولكن هذه الأحلام تبددت وخرجت فرنسا من الكثير من الدول الافريقية".
لافتا أن هذه القمة تدور حول ليبيا، وليبيا لم تدع بشكل رسمي، متسائلاً أين ليبيا من هذه القمة، التي كان من المفترض أن تدعى لها المؤسسة العسكرية، وشدد على ضرورة حضورها في هذه القمة الأمنية لكونها هي القوة المسيطرة على الأرض في ليبيا.