يتبادل "حزب الله" وفصائل لبنانية وفلسطينية مع الجيش الإسرائيلى قصفًا يوميًا متقطعًا عند الحدود بين الجانبين. إسرائيل، هددت أخيرا باحتلال مناطق واسعة" في جنوب لبنان، إذا لم ينسحب "حزب الله" من المنطقة.
ووفقا لـ"القناة 12" الإسرائيلية، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إنه في حال لم ينسحب "حزب الله" فإن إسرائيل "ستكون قريبة من حرب شاملة" معه.
وتابع كاتس: "إسرائيل ستحارب حزب الله في كل أرجاء لبنان، وستحتل مناطق واسعة في جنوب لبنان، وستبقى هذه المناطق تحت سيطرة الجيش كمنطقة أمنية".
وقد التقى سيجورنيه نظيره الإسرائيلي، خلال زيارته إلى إسرائيل في إطار جولة بالشرق الأوسط شملت لبنان والسعودية.
وقال سيجورنيه إن مسؤولين فرنسيين شاركوا مع إسرائيل مقترحات تم تقديمها للسلطات اللبنانية، لتهدئة التوتر بين إسرائيل وحزب الله، مع محاولات باريس الاضطلاع بدور وساطة بين الجانبين.
وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" الضربات يوميا عبر الحدود على مدى الأشهر الماضية بالتوازي مع الحرب في غزة، في تصعيد أثار اتساع نطاقه وتطوره مخاوف من صراع إقليمي أوسع.
وزار سيجورنيه لبنان، الأحد، حيث التقى مع مسؤولين من بينهم ساسة مقربين من "حزب الله"، ويقول مسؤولون فرنسيون إنهم وجدوا تقدما في ردود السلطات اللبنانية.
وقال "حزب الله، إنه لن يدخل في أي نقاش فعلي قبل وقف إطلاق النار في غزة، حيث تستمر الهجمات الإسرائيلية منذ ما يقرب من 7 أشهر.
ولوحت إسرائيل بشن عملية عسكرية على جبهتها الشمالية، قائلة إنها تريد استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان حتى يتمكن آلاف الإسرائيليين من العودة إلى المنطقة من دون خوف من الهجمات الصاروخية.
وقدم سيجورنيه هذا العام اقتراحا مكتوبا للجانبين يتضمن انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله مسافة 10 كيلومترات بعيدا عن الحدود الإسرائيلية، ووقف إسرائيل للضربات في جنوب لبنان.
في سياق متصل عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها العميق تجاه وضع الأطفال والأسر الذين أجبروا على ترك منازلهم، وإزاء الأثر طويل الأمد الذي يتركه العنف على سلامة الأطفال وصحتهم وتعليمهم"، بسبب التصعيد المستمر في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل. يأتي ذلك بينما يدخل القتال في جنوب لبنان شهره الثامن، ما أرغم أكثر من 92 ألف شخص على النزوح خصوصاً من القرى الحدودية، وفق الأمم المتحدة.
في هذا السياق، حذرت المنظمة من الأثر الكبير الذي يخلّفه التصعيد المستمر، مؤكدةً نقلا عن وزارة الصحة اللبنانية، مقتل ثمانية أطفال وإصابة 75 آخرين على الأقل بجروح، منذ بدء الحرب.
وفي تقرير بعنوان "محاصرون في مرمى النيران"، دعا ممثل اليونيسف في لبنان، إدوارد بيغبيدر، إلى "وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين"، مضيفا أن يجب مضاعفة الجهود للتأكد من أن كلّ طفل في لبنان يذهب الى المدرسة ويتعلّم، وأنه في منأى عن الأذى الجسدي والنفسي ولديه الفرصة في النمو والمساهمة بفعالية في المجتمع".
وبحسب التقرير، فإنّ أكثر من عشرة آلاف شخص "بينهم ما لا يقل عن 4000 طفل في أمس الحاجة إلى الخدمات الأساسية مثل التحصين والحصول على الأدوية الحيوية".
قال وزير الخارجية اللبناني الأسبق، عدنان منصور، إن الحرب على قطاع غزة هدف استراتيجي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والقضاء على المقاومة فيها.
وأوضح أن إسرائيل تسعى لتغيير الشرق الأوسط من حيث المفاهيم والحدود والتكوينات وحتى السياسات، مشيرا إلى أن نتنياهو كان يتصور منذ البداية أنه سيحقق أهدافه بسرعة خاطفة خاصة وأن إسرائيل تعودت على ذلك منذ نشأتها، ولكن لأول مرة تستمر في عدوانها لهذه المدة.
وذكر أن غزة استطاعت الصمود أمام واحد من أقوى جيوش المنطقة، والذي لم يستطع حتى الآن تحقيق أهدافه السياسية، وهو ما يزيد الأوضاع سوءا، ولذلك لا يمكن أن يتراجع نتنياهو أو يوقف إطلاق النار بشكل دائم أو ينسحب من قطاع غزة، مما يعني هزيمة إسرائيل.
وأكد أن إسرائيل تريد وقف إطلاق النار بشكل مؤقت وعدم الانسحاب من قطاع غزة، حتى تعاود اجتياح القطاع وترتب غزة على طريقتها الخاصة من خلال هيئة مدنية تدير غزة بعد القضاء على حماس.
واعتبر الوزير اللبناني الأسبق أن المقاومة في لبنان وقفت إلى جانب غزة، من أجل تخفيف عبء الحرب عنها، وفي الوقت نفسه المقاومة لها أهداف تحاول من خلالها إيقاف تطلعات إسرائيل التوسعية في المنطقة وليس غزة والضفة فقط، بل عينها على الليطاني وسوريا والأردن والعراق.
وأوضح أن لبنان يقوم بهذه الحرب الوقائية مع إسرائيل التي تحتل أجزاء من لبنان من أجل وقف هذه التطلعات، مشيرًا إلى أن ما يجري من عمليات عسكرية لا يمكن وصفها بالحرب الشاملة.