وخلفت القذيفة الإسرائيلية التي وقعت في 16 نيسان/ أبريل الماضي بمخيم المغازي، حفرة صغيرة في الطريق، وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام أمريكية، أن المباني المحيطة بالحفرة تضم ثقوبا صغيرة، والتي فسرها خبراء الأسلحة بأنها "مؤشر على الشظايا الناجمة عن صاروخ متطور".
وقال كريس لينكولن جونز، وهو ضابط عسكري بريطاني سابق وخبير في حرب الطائرات المسيرة، إن "لوحة الدائرة التي تم اكتشافها في مكان الحادث كانت حاسمة في تمييز الذخيرة".
وتابع موضحا: "تحتوي قذائف المدفعية على عدد قليل جدا من المكونات الإلكترونية، وتشير لوحة الدوائر إلى أنه تم نشر سلاح متطور ودقيق التوجيه".
من ناحيته، قال ن.ر. جينزن جونز، المتخصص في الذخائر ومدير شركة الأبحاث "Armament Research Services"، إن "البقايا تشير بقوة إلى وجود ذخيرة موجهة، على الأرجح صاروخ موجه أو ذخيرة متسكعة"، لكنه أضاف أنه لم يتمكن من تحديد هويتها بشكل قاطع.
أما كوب سميث، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني وخبير أسلحة، ويمتلك خبرة في التحقيق في الذخائر التي تستخدمها إسرائيل في غزة، فقد قال إنه يعتقد أنه "ليس هناك شك" في استخدام ذخيرة إسرائيلية في الهجوم، وتابع لأن المسلحين الفلسطينيين "ليس لديهم أي شيء بهذا القدر من التطور" في ترسانتهم".
ويقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة قطاع غزة على أساس شبه مستمر، وأفاد خبراء الأسلحة لوسائل الإعلام الأمريكية أن هذا النوع من الذخائر لن يتم إطلاقه دون تقييم المنطقة أولا، مما يثير تساؤلات حول كيفية اتخاذ القرار بتنفيذ الضربة.
وضغطت التقارير الأمريكية على الجيش الإسرائيلي للحصول على تفاصيل حول الغارة، وفقا لأدلة فيديو قامت بتوثيق الحادث.
وبعد يومين من الغارة، رد الجيش الإسرائيلي على طلب الاستفسار، بأنه ضرب "هدفا إرهابيا" في مخيم المغازي بغزة، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنهم لا علم لهم بعدد الضحايا، لكن الحادث قيد المراجعة، والجيش يعمل على تحديد مكان الغارة في سجلاته.
وبعد أسبوعين، قال الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه أي سجل للغارة، وجاء في بيان له أن "الضربة المعنية نُفذت في وقت مختلف عما هو موصوف في الاستفسار من التقرير الأمريكي، وتمت الموافقة عليها بناء على مؤشر استخباراتي دقيق".