هل بالفعل عجز الاتحاد الأوروبي عن دعم العملية السياسية في ليبيا، أم أنه يماطل حتى يحقق مصالحه التي يسعى لها؟
"رؤى مشتركة"
قال المحلل السياسي، إدريس أحميد، إن "الاتحاد الأوروبي يعي جيدا أهمية القيادة العامة للجيش الليبي، التي تسيطر على أكبر مساحة في ليبيا، تحديداً الحدود مع مصر والسودان وتشاد والنيجر والجزائر، وبالتالي فإن القيادة العامة للجيش هي فاعل أساسي وحقيقي ولها الإمكانيات في التعامل مع الاتحاد الأوروبي ندا بند".
وتابع أحميد، في تصريحه لـ"سبوتنيك"، أن "ليبيا تتمتع بموقع هام جدا، وتعتبر البوابة الشمالية لأفريقيا، وهي مهمة للاتحاد الأوروبي والعالم، والكل يعلم أن الاتحاد الأوروبي يعاني مشاكل الهجرة غير القانونية ولذا وجب على الاتحاد الأوروبي التواصل مع القيادة العامة للجيش والحكومة الليبية المُنتخبة من البرلمان لبحث هذه الملفات".
كما لفت أحميد إلى أن "ليبيا لديها علاقات اقتصادية واستثمارات مع العديد من الدول الأوروبية، ولابد أن يكون لليبيا تعاون من البحث عن مصالحها وأهدافها، كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي لديها مصالح معينة في ليبيا، إيطاليا تبحث عن العلاقات الاقتصادية، فرنسا لها مصالحها الأمنية وتحركاتها في أفريقيا، وكل دولة تبحث عن مصالحها".
وأوضح أن "قيادة الجيش الليبي والبرلمان الليبي، لديهم رؤى حول العلاقات بالاتحاد الأوروبي والتعاون معه"، مؤكدا بأن "هناك نداءات ومطالبات من الاتحاد الأوروبي بضرورة دعم الاستقرار في ليبيا، ولكن تظل كلها نداءات فقط".
وأشار إلى أن "انشغال الاتحاد الأوروبي بالنزاع في أوكرانيا، والانقسامات داخل الاتحاد والصعوبات وملفات الهجرة والمشاكل التي يواجهها كلها أضعفته".
وخلص أحميد إلى أن "أوروبا، في هذه المرحلة، تحاول تعزيز علاقاتها مع ليبيا، في ظل الصراع على الدول الأفريقية، فلقد خرجت فرنسا من أفريقيا والولايات المتحدة من النيجر".
وشدد على ضرورة دعم القيادة العامة للجيش الليبي، التي تقوم بجهود كبيرة لدورها وحرصها على حماية الحدود الليبية، في ظل الحروب والصراعات في دول جنوب ليبيا.
واختتم، قوله بضرورة أن "يعي الليبيين بعد مُضي 13 عاما على ثورة فبراير أهمية وجود الجيش في الدولة، وبالتالي يجب أن يتم دعم المؤسسة العسكرية ودعم لجنة 5+5 لتأمين الحدود الليبية".
البحث عن المصالح
ومن جهته، يرى المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن "زيارة سفير الاتحاد الأوروبي، تأتي إطار جمع الأطراف السياسية في أي مبادرة قادمة تقدمها المبعوثة الأممية الجديدة، ستيفاني خوري"، مؤكدا أن "القيادة العامة للجيش الليبي، طرف مهم في أي مبادرة يرعاها المجتمع الدولي".
ولفت إلى ضرورة أن "تكون هناك جهود حقيقية من الاتحاد الأوروبي لتحريك العجلة تجاه الانتخابات من خلال جلوسهم مع الأطراف الفاعلة، مضيفا: "إن كان الاتحاد الأوروبي جادا في المساهمة في وضع حلول للأزمة الليبية، عليه أن يقوم بالضغط على الدول الأوروبية لكي تكون داعمة لأي تسوية سياسية، بعيد عن التحالف من أجل المصالح".
وأكد أن "الجيش الليبي يلعب دورا مهما في مسألة تأمين الحدود الجنوبية لليبيا، ومساهمته في إيقاف الهجرة غير الشرعية، وهذا ما ينظر إليه الأوروبيون وسفراؤهم من خلال زيارتهم لقيادة الجيش الليبي في شرق ليبيا".
واعتبر حسام الدين العبدلي، أن "قيادة الجيش رحبت بكل الأطراف المحلية والدولية من أجل كسر الجمود السياسي في ليبيا، ومحاولة توحيد المؤسسات، ولكن الاتحاد الأوروبي يتفنن في الزيارات فقط بدون نتائج أو ثقل، مع انتظار قمة أمنية مصغرة في باريس بشأن ليبيا، وتأمين الحدود ولم تتم دعوة أي طرف ليبي، وبالتالي فإن الاتحاد الأوروبي يتحرك بأجندة الدول الفاعلة والأعضاء، بما فيها فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وجميع هذه الدول لديها نفس السياسة تجاه القضية الليبية".
ويرى العبدلي أن "الأوروبيين غير جادين في دعم الاستقرار في ليبيا، خاصة أن هناك أنباء تتداول بأن الأوروبيين يدعمون تشكيل قوات بدعم أمريكي أوروبي ستتجه للجنوب الليبي بدون إيضاح دورها ومهامها وشكلها".
واعتبر أن "الأوربيين ليس لديهم إلا سياسة الكمائن والفخاخ السياسية، وغير مؤثرين في المشهد بشكل كبير ولا يستطيعون القيام بأي دور بدون رضا الأمريكان".