وأدى تراجع دخول المساعدات إلى تعمّق الأزمة في القطاع، وتقوم بعض الدول في إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر الإسقاطات الجوية، لمواجهة العوائق التي تواجه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البر، حيث تتراكم الشاحنات بانتظار السماح لها بالدخول إلى القطاع، ويواصل الفلسطينيون في القطاع ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل عبر الإسقاط الجوي، الذي أضاف معاناة جديدة لهم وخطورة تهدد حياتهم.
وتزداد يوما بعد يوم المعاناة في قطاع غزة، في ظل التكدس الكبير للنازحين في منطقة ضيقة للغاية، تنعدم فيها غالبية الإمكانيات والمستلزمات الأساسية، ومع فقدان المأوى جراء الحرب، يضطر كثير من النازحين على صناعة خيامهم بأنفسهم، على الأرصفة وقرب المراكز الصحية والمدارس، وفي الأراضي الفارغة وعلى شاطئ البحر لكي تأويهم.
محمود إبراهيم، نازح في رفح جنوبي القطاع، شيّد خيمة لعائلته من مظلة الإسقاط الجوي، بعدما فشل في الحصول على مساعدات إنسانية منها، وقال لـ"سبوتنيك":
واستخدم إبراهيم في بناء خيمة الإسقاط الجوي الأخشاب والمسامير لتثبيتها، وتضطر عائلته للبقاء خارج الخيمة، خلال ساعات النهار، بسبب الحرارة المرتفعة، وفي الليل ينام أفراد العائلة الخمسة داخل الخيمة الصغيرة، وقالت والدة إبراهيم، لـ"سبوتنيك":
ولا يجد الأطفال مفرا من الحرارة المرتفعة، خلال ساعات النهار، سوى المكوث لفترة طويلة داخل مياه البحر، علهم يخففوا من درجات الحرارة التي تؤذيهم، وقال الطفل النازح مصطفى مصعب، لوكالة "سبوتنيك": "نعاني من الحرارة المرتفعة كثيرا، لذلك أذهب للسباحة في البحر كي أهرب من الحر، وفي الليل نشعر بالبرد داخل الخيمة، فهي رقيقة ولا تصلح وأخاف أن يدخل علينا حشرات أو كلاب ونحن نائمون".
ويشكي النازحون في قطاع غزة والذين يقيمون في خيام غير مصنوعة لتحمل الظروف التي يعيشونها، اهتراءها وعدم القدرة على تأمين بديل، وسط قلة المساعدة وكثرة الاحتياجات، وبات الحصول على خيمة جديدة أشبه بحلم، وفي مدينة رفح، تكثر الخيام التي يعيش فيها النازحون من قطاع غزة، وباتت المأوى الوحيد المتوفر في هذه البقعة الجغرافية، وتتعدد أنواعها وأحجامها، ومنها قد باتت مهترئة جراء نقلها مراراً، وسط عدم القدرة على تأمين خيام بديلة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة للشهر السابع، وسط مخاوف من قرب عملية برية في رفح جنوب القطاع، وفي اليوم 213 للحرب ارتفع عدد القتلى في القطاع إلى 34,683 قتيلا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفعت الإصابات إلى 78,018 إصابة، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّ مقاتلون من حركة حماس هجوما على جنوبي إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن "130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر".