راديو

هل ينجح الرئيس الصيني في تهيئة الظروف لمفاوضات سلام حول أوكرانيا؟

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه يجب على الصين والاتحاد الأوروبي مواجهة التصعيد في أوكرانيا.
Sputnik
وخلال زيارته الحالية لباريس شدد الرئيس الصيني على ضرورة تهيئة الظروف لمفاوضات السلام، وقال إن "الصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي يرغبون في وقف عاجل لإطلاق النار، واستعادة السلام في أوروبا، ويدعمون أيضا التوصل إلى حل سياسي للأزمة".
ودعا شي جين بينج الأطراف الثلاثة إلى "العمل معا لمواجهة انتشار تداعيات الصراع ومنع تصعيد الأعمال القتالية، وتهيئة الظروف لمفاوضات السلام".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال رئيس مركز دراسات الآسيوية والصينية، هيثم مزاحم، إن "الكرة ليست في ملعب الصين أو الاتحاد الأوروبي، هي الآن في الملعب الأمريكي، وقد حاولت الصين في السابق طرح مبادرة سلام لكن الولايات المتحدة رفضتها، ويحاول الأوروبيون حاليا إجراء مباحثات في يوليو بدون روسيا".
وتابع مزاحم أن "هذا أمر غير منطقي حيث أن روسيا أحد أطراف الحرب، ولها تحفظات أمنية بسبب أمنها القومي، ولن يمكن عمليا إجراء أي سلام بدون التفاوض معها ومشاركتها، وهذا ما تطالب به الصين بإشراك روسيا إذا نجح الرئيس الصيني في اقناع الأوروبيين بذلك".

وأوضح رئيس تحرير موقع الصين بعيون عربية، علي محمود ريا، أن "الأوروبيين كانوا دائما يتهمون الصين بالانحياز لروسيا، لكن الصين كانت تعلن دائما أنها تحاول الوصول لحل، وليست طرفا مباشرا في أي جهة من هذا الصراع، ومن المتوقع أن يحاول الرئيس الصيني لعب دور في هذه الأزمة".

وأشار إلى أن "الصين عندما تلعب دور وساطة تحاول أن تكون محايدة، وهو ما شهدنا في الوساطة الصينية بين السعودية وإيران، والتي حاولت خلالها أن تكون ضامنا، وتخفف التوتر، والصين عادة ما تحاول الوصول لحل ونتائج إيجابية لصالح الطرفين بينما المشكلة في الوسطاء الآخرين في الأزمة الأوكرانية هي أنهم عادة ما يكونون طرفا ولهم مصالح مباشرة مع أوكرانيا وهو ما يعزز الموقف الصيني ويكسبه ثقة الطرف الروسي".
وأضاف محمود ريا أن "الشراكة التجارية الكبيرة مع أوروبا تكسب أوربا الثقة في بكين، إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار محاولات العرقلة من قبل الولايات المتحدة من أجل الإبقاء على الهيمنة الأمريكية".

وأكد محمود الأفندي، الأستاذ بالأكاديمة الروسية، أن "الرئيس الصيني رجل واقعي، ويعلم أنه دون حضور روسيا لأي مؤتمر سلام يصبح مؤتمرا للحرب، ويعلم أن عدم دعوة روسيا لمؤتمر سويسرا سيحوله لمؤتمر حرب يكون فيه طرف واحد يطالب بالمساعدات والعتاد، وبالنسبة للرئيس الصيني هو له طموحات كبيرة في هذا الصراع لأنه يعلم أنه سيزيل هيمنة الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور أقطاب منها القطب الصيني".

وأوضح الخبير أن "الصين تتعامل بواقعية، وروسيا تدعم تحركات بكين وسبق أن قال الكرملين إن روسيا تدعم الخطة الصينية للسلام باعتبارها الخطة التي يمكن أن تتعامل معها في المفاوضات القادمة، وأعتقد أن الرئيس الصيني ذهب لإبلاغ رسائل الرئيس بوتين للغرب وليس العكس كما تروج وسائل الإعلام الغربية".
ولفت إلى أن "الصين هي من أول الدول المرشحة مع دول الجنوب العميق للبدء فعليا في حل الأزمة الأوكرانية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة