أمستردام - سبوتنيك. واعتقلت الشرطة عددا غير معروف حتى الآن من المتظاهرين الرافضين للخروج من الحرم الجامعي، وقد انضم المئات من الأشخاص للاعتصام لمساندة المتظاهرين.
ووفقًا للوكالة الإعلامية الهولندية "إن أو إس"، وضعت الشرطة حداً للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للحرب على قطاع غزة في جامعة أمستردام، عقب بقاء المتظاهرين الذين قدرت أعدادهم بالمئات في ساحة الحرم الجامعي لليوم الثالث".
وشهدت المظاهرة اشتباكات بين المحتجين والشرطة، إذ قام المتظاهرون "بإفراغ طفايات الحريق وإلقاء المشروبات على الشرطة رفضا للانصياع إلى أوامر الإخلاء، فضلا عن محاولة منعهم لمركبات الشرطة من الدخول ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى اعتقال عدد غير معروف من المتظاهرين واستخدام القوة مع البعض الآخر لإبعادهم عن المركبات"، وردد المحتجون شعارات مثل "عار عليكم" و"فلسطين حرة حرة".
وأشارت الوكالة إلى إزالة السلطات الهولندية للحواجز الحديدية التي وضعها الطلاب يوم أمس، وطردهم خارج الحرم الجامعي، فيما واصل المتظاهرون الغاضبون احتجاجهم في أماكن قريبة من الجامعة، عقب انضمام المزيد من الأشخاص قدروا بالمئات للمظاهرة في شارع غوكين، والتي كانت تعتزم الاتجاه إلى مركز مدينة أمستردام، ما دفع الشرطة لزيادة عدد قوات مكافحة الشغب في ساحة دام وساحة رامبرانت في مركز مدينة أمستردام.
وقدمت إدارة جامعة أمستردام "يو في أ": "اليوم بلاغا إلى السلطات لإخلاء حرم الجامعة عقب حدوث "أعمال تخريب في المباني، فضلا عن تهديد سلامة السكان المحليين وتوقف النشاط الدراسي".
وأعربت عمدة مدينة أمستردام، فيمكي هالسيما، عن قلقها البالغ إزاء "الشكل الذي اتخذه الاحتجاج داخل مباني جامعة أمستردام وحولها"، مؤكدة عدم قبولها "بتدمير ممتلكات الآخرين وإغلاق الأماكن العامة. مجلس مدينة أمستردام سيجري مناقشة طارئة حول الاحتجاجات في الجامعة يوم الجمعة القادم".
ويذكر أن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة للحرب على غزة في جامعة أمستردام بدأت يوم الاثنين الماضي باعتصام الطلاب في حرم الجامعة، وطالب المتظاهرون بإنهاء الجامعة لتعاملاتها مع الشركات والجامعات الإسرائيلية، فضلا عن وقف الحرب على قطاع غزة، واعتقلت الشرطة حوالي 140 شخصا ممن شاركوا بالاحتجاجات في جامعة أمستردام يوم الاثنين، كما اعتقلت نحو 50 شخصا عقب اعتصام في جامعة أوتريخت مساء أمس الثلاثاء.
وتشهد عواصم ومدن كبرى في عدة دول غربية وحول العالم احتجاجات ضخمة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وخلال الأسابيع الأخيرة امتدت الاحتجاجات إلى داخل جامعات كبرى في دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حيث نشبت اشتباكات بين الطلبة المحتجين الشرطة داخل أكثر من جامعة، على خلفية محاولات قوات الأمن تفريق الاحتجاجات وفض الاعتصامات.
يأتي ذلك فيما تتواصل لليوم الـ 215 على التوالي، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.
كانت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، أعلنت، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى" حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أميركية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.
وعقب انتهاء الهدنة، تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من كانون الأول/ديسمبر 2023.
وبوقت سابق، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن تسوية أزمة الشرق الأوسط إلا على أساس صيغة "الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على وجود دولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.