ويخشى كثيرون الآن من أن تقدم هذه القوات نحو مدينة الفاشر الاستراتيجية سوف يؤدي إلى مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه.
وأفادت عدة مصادر بأن مستشفى الفاشر الجنوبي استقبل عشرات الجرحى مؤخرا، وهو ما رفع عدد الضحايا إلى أكثر من 130 جريحًا و51 قتيلًا منذ 14 أبريل/ نيسان الماضي.
وأصبح هذا المستشفى آخر مرفق صحي يستمر في تقديم خدماته لنحو 2.5 مليون ساكن متجمعين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وهذه المدينة باتت الوحيدة من بين مدن غرب السودان الشاسع التي لا تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وذكرت الصحيفة أن الخناق يشتد على مدينة الفاشر، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على محلية مليط، التي لا تبعد أكثر من 70 كيلومترًا. ومن أجل حماية المدينة، يكثف الجيش السوداني من قصف مواقع قوات الدعم السريع، فيما أقامت قوات الدعم السريع نقاط تمركز في محيط الفاشر.
في سياق متصل، قالت وزارة التنمية الاجتماعية في ولاية الخرطوم إن هناك إفقارا ممنهجا تم لكل فئات الشعب، ونحو 98% من الموجودين في الخرطوم يحتاجون إلى دعم، من غذاء ودواء، وإسناد نفسي خاصة الأطفال والنساء.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت في السودان بنسبة 73% عن العام الماضي وأعلى بنسبة 350% عن متوسط الخمس سنوات، متأثرة بانخفاض قيمة العملة.
وأشار تقرير أممي إلى أن 20.3 مليون شخص -42% من السكان- كافحوا للعثور على ما يكفي من الطعام العام الماضي، بعد اندلاع الصراع في أبريل 2023.
وبدأت الحرب الأهلية في السودان قبل أكثر من عام، بعد أن اختلف القائدان العسكريان البارزان - عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع - حول مستقبل البلاد، بعد أن كانا قد قاما معاً بانقلاب على الحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك .
الفريق أحمد التهامي رئيس لجنة الدفاع العسكري السوداني السابق قال في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، إن "هناك حركة كبيرة جدا من قبل قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في جميع الجبهات للقتال وهناك دعم لملايين المواطنين للقوات المسلحة عن طريق الاستنفار الكبير والانتشار في كل الولايات، ولكن في بعض ولايات دارفور الإشكالية مازالت قائمة".
وتابع التهامي: "وفي القريب جدا سنحقق النصر في جميع الجبهات خاصة في مناطق الخرطوم والجزيرة وشمال كردفان. والآن استطاعت القوات السيطرة الكاملة على مواقع كثيرة جدا على أطراف مدينة الأبيض وليس في داخلها".
وأضاف التهامي: "الإعمار الآن والعودة الطوعية في الخرطوم باتت حاضرة بأعداد كبيرة جدا ونشهد عودة كبيرة للمواطنين من مختلف مشاربهم باتجاه أماكنهم، وأيضا عودة للخدمات في أم درمان وبعض مناطق الخرطوم بحري، وتبقى بعض المواقع في الخرطوم الداخلية حيث ستنتهي فيها العمليات قريبا، فهناك الآن هروب للمتمردين وعمليات تسليم لأسلحتهم في بعض المواقع. وسيتم الحد من نشاطهم قريبا جدا في تلك المواقع التي شهدت عمليات سلب ونهب من قبل المتمردين.
وأشار الفريق التهامي إلى أن "إعلان حالة الطوارئ في الخرطوم كان يتطلب وجود أجهزة عدلية وقد انتظمت بالفعل في الخرطوم كل هذه الأجهزة لضبط الحالات والمخالفات والإحالة إلى المحاكمات بالتالي تم اتخاذ قرار الطوارئ لضبط المجتمع".