وانطلق حراك طلاب تونس التضامني مع قطاع غزة في نهاية الشهر الماضي، انضمامًا إلى التظاهرات الطلابية في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، المنددة بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وشارك طلاب من جامعات مختلفة في تونس في فعاليات دعت إليها مجموعات طلابية عدة، بما في ذلك "الاتحاد العام التونسي للطلبة" و"الاتحاد العام لطلبة تونس"، في العاصمة وفي عدة محافظات تونسية.
"مخيم شيرين أبو عاقلة"
انطلق اعتصام أبناء معهد الصحافة وعلوم الأخبار في 29 من الشهر الماضي تحت شعار "مخيم شيرين أبو عاقلة"، الصحفية الفلسطينية التي قتلها الجيش الإسرائيلي في 11 مايو/أيار 2022، أثناء تغطيتها للهجوم الإسرائيلي على منطقة جنين شمال الضفة الغربية لقطاع غزة.
ويرفع الطلبة منذ دخولهم في اعتصامهم المفتوح شعارات تجرم التطبيع مع إسرائيل بمختلف أشكاله، بما في ذلك التطبيع الأكاديمي، ردا على تعامل الإدارة مع منظمات أجنبية داعمة لإسرائيل.
وقال شاكر جهمي، طالب بمعهد الصحافة ومنسق الاعتصام لـ "سبوتنيك"، إن مخيّم شيرين أبو عاقلة نجح في الضغط على إدارة المعهد لتحقيق مطالبهم بعد مقاطعة الاختبارات بنسبة 100 بالمائة.
ومن بين المطالب التي وردت في بيان "مخيّم شيرين أبو عاقلة" لطلبة المعهد، فسخ أية علاقة شراكة مع المنظمات المطبعة والمساندة لإسرائيل في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وعلى رأسها منظمة "كونراد" الألمانية التي تشرف على دورات تدريبية لفائدة الطلبة سنويا.
ومن بين النقاط الأخرى التي دعا إليها الطلبة، حل نادي الفرنكفونية ذي العلاقة بالمعهد الفرنسي بتونس والمدعوم من منظمات فرنسية داعمة لإسرائيل، مع سحب البحوث والكتب الواردة من قبل المنظّمات المطبّعة والمدرجة بمكتبة المعهد.
وقال جهمي إنه وبعد الاستجابة لجميع المطالب "قررنا رفع قرار مقاطعة الدروس مع الالتزام بالروزنامة الجديدة المنشورة من قبل إدارة المعهد".
وأكد الطالب أن الاعتصام متواصل داخل مخيم شيرين أبو عاقلة، نظرًا لما يحمله هذا المكان من رمزية للحركة الطلابية التونسية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.
وقالت الطالبة بالمعهد، إيمان الكحلاوي، التي تزينت بالراية الفلسطينية، "الصمت الرهيب إزاء ما يحدث في فلسطين يدفعنا لمواصلة تحركاتنا".
وواصلت الكحلاوي الحديث مع "سبوتنيك"، قائلة: "نحن نفتخر اليوم بتوحدنا وتضامننا مع التحركات الطلابية في مختلف أنحاء العالم المتضامنين مع الفلسطينيين ونفتخر لأننا انتصرنا للفلسطينيين في تونس من خلال جعل إدارة المعهد تستجيب لمطالبنا".
طوفان الجامعات
وفي حين اختار طلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار الاعتصام داخل المعهد، اختار طلبة آخرون من مختلف الجامعات التونسية الخروج إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني تحت شعار "طوفان الجامعات".
وأكد أمين عام الاتحاد العام التونسي للطلبة، وسيم بن مسعود، أن الطلبة قرروا النزول إلى الشوارع لأن المجازر التي ترتكبها إسرائيل على القطاع لا يمكن السكوت عنها.
وأضاف بن مسعود أن الاتحاد العام التونسي للطلبة كان قد دعا إلى إضراب شامل في جميع الجامعات التونسية بتاريخ 29 من الشهر الماضي تضامنا مع الطلبة المتظاهرين في الجامعات الأمريكية والذين اعتقلتهم الشرطة بسبب مساندتهم للقضية الفلسطينية.
وأفاد بأن تظاهرة طوفان الجامعات هي مبادرة لإنارة الجامعات ودفعها لعدم التعامل مع منظمات مطبعة مع الجانب الإسرائيلي في المستقبل.
وطالب أمين عام الاتحاد العام التونسي للطلبة وزارة التعليم العالي بالالتفات إلى الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات التونسية وذلك بإسنادهم منحة تخول لهم مواصلة الدراسة في تونس.
"منظمات تتظاهر في الشارع"
وأمام تواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أكد رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع، أحمد الكحلاوي، أن ما يحدث في معبر رفح هو جريمة إبادة في حق الشعب الفلسطيني وأن إسرائيل تواصل في سياستها الإجرامية لتدمير قطاع غزة.
وأضاف الكحلاوي أنه رغم التحذيرات الدولية إلا أن إسرائيل تدمر اليوم آخر معقل للفلسطينيين وهي مدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني بسبب الحرب.
ورغم إعلان حركة حماس أمس الاثنين موافقتها على مقترح الوسيطين القطري والمصري لوقف إطلاق النار، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض المقترح الذي اعتبره يحمل "ثغرات كبيرة"، لتتحول بذلك مشاهد الاحتفالات المرحبة بالتهدئة في مدينة رفح إلى بركان من الدماء.
وطالبت إسرائيل المدنيين بإخلاء مناطق من مدينة رفح أول أمس الاثنين لتبدأ الهجوم الذي تلوّح به منذ فترة طويلة ضد معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وأشار الكحلاوي إلى أن التونسيين اليوم خرجوا إلى الشوارع تضامناً مع الفلسطينيين في مدينة رفح ليقولوا "أوقفوا إطلاق النار على الفلسطينيين".
ويواصل محدثنا القول "إن إسرائيل هي مجرد أداة صنعتها أمريكا ومازالت تزودها بالأسلحة اليوم لمزيد ارتكاب جرائم في قطاع غزة".