وجاءت التظاهرة في إطار استكمال التحركات والخطوات العملية لتحقيق عودة النازحين إلى بلادهم، وعقب زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى لبنان.
وأعلنت فون دير لاين، مطلع مايو/ أيار الجاري، خلال مؤتمر صحفي من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو من أجل "المساهمة في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي"، وحضت السلطات اللبنانية على "التعاون الجيد لمنع الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين" انطلاقا من لبنان.
"التيار الوطني الحر" يحتج أمام الأمم المتحدة في بيروت رفضا للتدخلات الخارجية
© Sputnik . Abed.K Bay
ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية وأعلام التيار ولافتات كتب عليها "لبنان للبنانيين، لبنان مش للبيع"، ولافتة ضخمة لشيك بمليار يورو، ووزعوا شيكات رمزية بقيمة 14 ألف ليرة لبنانية في إشارة إلى حصة كل مواطن لبناني من الهبة الأوروبية.
وفي هذا السياق، قال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله لـ"سبوتنيك"، إن "تحركنا اليوم هو بمثابة رسالة واضحة وموقف واضح بالنسبة للقاء الذي تم بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية، ونحن قبل اتخاذ أي موقف قمنا بجولة وتبين لنا أن التعاطي معنا بمنطق التعويض المالي غير مقبول وبالنسبة لنا الموضوع وجودي ومصيري، نحن أكثر دولة تحملت أعباء النزوح بين جميع الدول ولذلك المفترض أن يكون الحل جذريا بعودة النازحين إلى بلدهم".
"التيار الوطني الحر" يحتج أمام الأمم المتحدة في بيروت رفضا للتدخلات الخارجية
© Sputnik . Abed.K Bay
وتابع: "حتى لو سلمنا جدلا أن موضوع هبة المليار يورو هو مقبول التفاوض عليه، وهو غير مقبول بالنسبة لنا، تبين أنه يوجد خدعة فيه بعد زيارة المراجع الرسمية المطلعة وهي أنهم عملوا على جمع أموال متأخره على الاتحاد الأوروبي والمستحقات الملتزمين بها حتى عام 2027 وقالوا إنهم سيقدمون المليار يورو، وبالتالي هذه كذبة كبرى وتدل على الاستخفاف بالتعامل معنا والخديعة المستمرة والمؤامرة الكبرى علينا".
"التيار الوطني الحر" يحتج أمام الأمم المتحدة في بيروت رفضا للتدخلات الخارجية
© Sputnik . Abed.K Bay
ومن جهته، قال عضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر"، وليد الأشقر، إن "هدف الأوروبين واضح جدا وهو عدم دخول السوريين إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهم على استعداد اليوم للطلب من لبنان بإغلاق الحدود البحرية منعا للخروج منه نحو أوروبا وفي الوقت وبمعايير مزدوجة تلمح للسماح بدخول السوريين من سوريا إلى لبنان، ونحن ما نعمل عليه هو العكس تماما فتح الحدود البحرية من لبنان باتجاه أوروبا وإغلاق الحدود من سوريا باتجاه لبنان وفتح الحدود باتجاه واحد من لبنان باتجاه سوريا".
"التيار الوطني الحر" يحتج أمام الأمم المتحدة في بيروت رفضا للتدخلات الخارجية
© Sputnik . Abed.K Bay
وتابع: "تسعون بالمئة من الأراضي السورية أصبحت آمنة ويمكن عودة العدد الأكبر من السوريين إلى بلادهم، بالإضافة إلى أنه لا يحق اليوم لقبرص أن تطلق صرخة في ظل تواجد ثلاثين ألف سوري على أراضيها التي تبلغ تسعة آلاف كلم مربع في حين أن مساحة لبنان تبلغ حوالي عشرة آلاف كلم مربع ويحكى عن تواجد حوالي مليونين ونصف المليون سوري على أراضيه، أي أن الكم الهائل للسوريين على الأراضي اللبنانية لا يحتمل الكثافة السكانية نسبة للمساحة رقم مخيف جدا، وهذا الرقم إذا توزع على مساحة أوروبا سيكون ضئيل جدا ولكن الأوربيين يستخدمون كل الوسائل الممكنة من إغراءات وتهديدات وغيرها لإبقائهم في لبنان".