اقتصر النشاط الزراعي على جني المحصول وتصريفه في السوق اللبناني، وتقع بلدة الناقورة في أقصى الجنوب، بالقرب من موقع رأس الناقورة الإسرائيلي وموقع جل العلام، يصر مزارعوها على جني محاصيلهم من البطيخ على امتداد عشرات آلاف الكيلومترات، غير آبهين بالمخاطر التي تحيط بهم، بعضهم لم يستطع زراعة جزء من أراضيه وخاصة تلك المحاذية للشريط الحدودي ولكنهم لم يفوتوا فرصة زراعة أي قطعة أرض تعتبر أقل خطورة.
"من أرض العزّة يا جار طلعنا الكنز الثمين رشينا أحلى بدار حمر وحلوة وعالسكين"، بأبيات الزجل الشعبي اللبناني يصف المزارع محسن مطر محصوله من البطيخ لهذا العام ويقول لـ"سبوتنيك":
"إننا بدأنا زراعة البطيخ منذ بداية الحرب ونجني محاصيلنا أيضا في الحرب، نحن نبعد كيلومترا واحدا عن المواقع الإسرائيلية والحمد لله نقطف ثمارنا ولا نبالي بالغارات التي يشنها طيران العدو من حولنا، والبطيخ يرمز لأخوتنا في فلسطين وألوانه ترمز للعلم الفلسطيني".
ومن جهته يقول المزارع موسى موسى:
إننا "متجذرين هنا بالأرض والزراعة، ولا نترك وطننا وثابتون حتى الرمق الأخير، وجميعنا مشروع شهادة أنا أنام في المنزل وأتوقع أن يتم قصفه في أي لحظة وبالوقت عينه لا أشعر بالخوف، العديد من الأصدقاء والأقرباء من مختلف المناطق اللبنانية اتصلوا بي لانتقل إلى خارج الجنوب إلا أنني رفضت، سأبقى بأرضي وأموت بها".
إننا "متجذرين هنا بالأرض والزراعة، ولا نترك وطننا وثابتون حتى الرمق الأخير، وجميعنا مشروع شهادة أنا أنام في المنزل وأتوقع أن يتم قصفه في أي لحظة وبالوقت عينه لا أشعر بالخوف، العديد من الأصدقاء والأقرباء من مختلف المناطق اللبنانية اتصلوا بي لانتقل إلى خارج الجنوب إلا أنني رفضت، سأبقى بأرضي وأموت بها".
ويعتبر البطيخ رمزا للنضال الفلسطيني، وألوانه مماثلة لألوان العلم الفلسطيني وقد استخدم لعقود بديلا عنه عقب حظر إسرائيل رفع العلم الفلسطيني في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 حتى عام 1993 بعد اتفاق أوسلو، وأعيد استعماله اليوم كرمز للتضامن مع فلسطين وغزة عقب عملية طوفان الأقصى في مختلف بلدان العالم، والبعض استخدمه على وسائل التواصل الاجتماعي لتضليل الخوارزميات و لتجنب تقييد وصول المنشورات التي تدعم فلسطين، والبعض الآخر ابتكر فلاتر استخدمها ملايين الأشخاص.
وتضرر مزارعو الجنوب جراء الحرب الدائرة في المنطقة، فالبعض لم يستطع قطاف موسمه وجني محاصيله، والبعض الآخر لم يستطع زراعة أرضه وخاصة تلك القريبة من الحافة، وتأثر البعض الآخر بانخفاض قدرته الشرائية والمعيشية، إلى جانب تضرر بعض المزارعين بشكل كبير بسبب استخدام إسرائيل للقنابل الفسفورية المحرمة دوليا مما أدى إلى حرق آلاف الأشجار وتلويث التربة الزراعية.
وفي تصريحات سابقة، قال وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أمين سلام، إن خسائر لبنان الاقتصادية جراء الحرب الجارية في غزة وجنوب لبنان، وصلت إلى 10 مليارات دولار.