راديو

تعليق واشنطن أسلحة لتل أبيب.. فقاعة إعلامية وانتخابية أم ردع لإسرائيل في رفح؟

قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، إن واشنطن تراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل بعد تعليقها شحنة مساعدات، وذلك مع استمرار قلق واشنطن إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح.
Sputnik
وذكر ميلر خلال إفادة صحفية أنه يتوقع أيضا إرسال وزارة الخارجية خلال الأيام المقبلة تقريرها إلى الكونغرس عما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني. وكان الموعد النهائي لتسليم التقرير هو يوم الأربعاء.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن هدد إسرائيل بوقف إمدادات أسلحة في حال واصلت عمليتها في رفح، حيث قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "لن نقدم أسلحة وقذائف مدفعية لإسرائيل ولن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح".
وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن مسؤول إسرائيلي بارز لم يذكر اسمه، قوله إن القرار الأمريكي بحجب الأسلحة عن إسرائيل بسبب خططها الهجومية في رفح "قد يجبر إسرائيل على تغيير خططها العملياتية".
ويضيف المسؤول، الذي لم تذكر الهيئة اسمه، أن إسرائيل قد تضطر إلى قيادة "اقتصاديات التسلح"، بمعنى الحفاظ على الذخيرة لديها لضمان عدم نفادها.
وفي إطار رد الفعل الإسرائيلي، لوح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، بورقة "أصوات اليهود"، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى تل أبيب.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي إن التصريح المثير لبايدن "صعب ومخيب للآمال للغاية".
وفي حديثه لإذاعة "مكان" الإسرائيلية العامة، ذكر إردان أن "هناك العديد من الأمريكيين اليهود الذين صوتوا للرئيس وللحزب الديمقراطي، والآن هم مترددون".
من جانبه، قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "ما أعلنت عنه أمريكا ليس إلا فقاعة إعلامية، ودفعًا للحرج الناتج عن مظاهرات الطلبة، ولا يمكن أن نثق فيه لأن أمريكا عودتنا على قول الشيء ثم التراجع عنه"، مشيرا إلى أن من وافق على أربعة عشر مليار دولار في منتصف العملية العسكرية في غزة ثم وافق عبر الكونغرس على 26 مليار أخرى قد جهز إسرائيل بالعدد والعتاد بشكل كامل.

وأضاف ملاعب أن القذيفتين الثقيلتين اللتين تقول عنهما الولايات المتحدة إنها ستحظرهما عن إسرائيل إذا دخلت المناطق السكنية في رفح سبق أن زودت بهما الولايات المتحدة إسرائيل وهي التي دمرت بهما قطاع غزة بالكامل، لافتا إلى أن حرمان إسرائيل منها إذا صدقت الولايات المتحدة لن يؤثر على سير المعركة إطلاقا، وإذا لم تحصل إسرائيل عليها من الولايات المتحدة ستصنعها.

وأشار ملاعب إلى أن "هذا القرار لا يشمل الأنظمة الدفاعية مثل صواريخ القبة الحديدية وغيرها فهي داخلة ضمن دفعة الستة وعشرين مليار التي أشرنا إليها".

أما الدكتور أيمن الرقب، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فقال: "إننا لا نثق فيما يقوله الأمريكيون وكان هناك كلام شبيه بهذا الكلام خلال حرب غزة ولم يحدث شيء"، مشيرا إلى أنه "حتى لو كان هذا الكلام صادرا عن الرئيس الأمريكي نفسه أو وزارة الخارجية فنحن نشك فيه وننظر إليه على أنه تضليل ونوع من تخفيف الضغط ورفع الحرج".

وأشار الرقب إلى أن أمريكا لا تعترف حتى الآن أن ما حدث هو إبادة جماعية رغم المقابر الجماعية المكتشفة، بل هي تبارك عملية رفح وتشترط فقط عدم الدخول في التجمعات السكنية، لافتا إلى أن هذا الكلام مشكوك فيه إلى حد بعيد، وينبغي ألا ننخدع به مرة أخرى.

أما الدكتور شحاتة الغريب، أستاذ القانون الدولي، قال إن هذا الكلام الذي صدر عن الولايات المتحدة كلام يلبي مطالب وضغوطًا داخلية وانتخابية وليست خارجية، مشيرا إلى أن الانتقائية في تحديد نوع الأسلحة تشير إلى أنها تحافظ على ماء وجهها داخليا حتى لا يتضرر المدنيون أكثر مما حدث وسبب لها حرجا داخليا على مستوى مظاهرات الطلاب والتوتر داخل الحزب الديمقراطي تجاه بايدن.

المزيد من التفاصيل في حلقة الليلة من برنامج "ملفات ساخنة".
مناقشة