وحطمت درجات حرارة المحيطات الأرقام قياسية على مدار الخمسين يوما الماضية، وذلك للمرة الأولى في هذا الوقت من العام، مقارنة بأعوام سابقة، بفارق هو الأكبر منذ بداية الرصد باستخدام الأقمار الاصطناعية.
ويرى باحثون رأيهم بأن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يرجع إلى ما يُعرف بالغازات الدفيئة، لكن الظاهرة المعروفة باسم "إل نينو" أسهمت أيضا بنصيب في هذا الصدد.
من جانبها، أفادت، خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن أبريل/ نيسان الماضي يعتبر الأعلى على الإطلاق بالنسبة لهذا الوقت من العام فيما يتعلق بدرجات حرارة الجو، لينتظم أبريل بذلك إلى 11 شهرا على الترتيب شهدت أعلى درجات حرارة على الإطلاق بالنسبة لأوقاتها من العام.
وكانت دراسة حديثة قد حذرت من أن تسجيل القطب الجنوبي قبل عامين، لأكبر قفزة في درجة الحرارة تم قياسها على الإطلاق، سيكون له نتائج مدمرة على سكان الأرض.
وفي 18 مارس/ آذار 2022، وثّق العلماء في محطة أبحاث كونكورديا، الواقعة شرق هضبة القطب الجنوبي، حدثًا رائعا لكنه مقلقا في الوقت ذاته، وهو تسجيلهم ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 38.5 درجة مئوية فوق متوسطها الموسمي، وهو رقم قياسي عالمي.
وتركت هذه القفزة المذهلة في حرارة القطب الجنوبي، الذي يعد أبرد مكان على الكوكب، الباحثين القطبيين يكافحون من أجل العثور على كلمات لوصفها.
يقول قائد العلوم في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية، البروفيسور مايكل ميريديث: "إنه ببساطة أمر محير للعقل، ففي درجات حرارة أقل من الصفر، يمكن تحمل مثل هذه القفزة الهائلة، لكن إذا كان لدينا ارتفاع بمقدار 40 درجة مئوية في المملكة المتحدة الآن، فإن ذلك سيرفع درجات الحرارة في يوم ربيعي إلى أكثر من 50 درجة مئوية، وسيكون ذلك مميتا للسكان".