مسؤول سوداني سابق لـ"سبوتنيك": اتفاق إيصال المساعدات للنازحين "تكرار للفشل"

أكد المستشار السابق لحكومة السودان، ربيع عبد العاطي، أن "الاتفاق الذي جرى في جوبا بين الحكومة والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في مناطق سيطرة الطرفين قد لا يكتب له النجاح كما حدث في السابق".
Sputnik
وقال عبد العاطي، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "إن هناك تجارب متعددة لإيصال مواد الإغاثة و معالجة القضايا الإنسانية في السودان منذ ما قبل انفصال الجنوب و كانت منطقة جنوب كردفان و جبال النوبة التي تشهد نزاعا مع حكومة السودان، من المناطق التي استهدفتها عمليات شريان الحياة لتقديم العون الإنساني، ولكن منذ ذلك الحين لم تشهد أي اتفاقية للعمل الإنساني نجاحا".
وتابع عبد العاطي: "لا أرى أن ما اضطلع به الفريق أول شمس الدين كباشي من اتفاق مع الحلو سيكون حلا، بل سيكرر ما كان في السابق من فشل، على ضوء ما تشهده تلك المنطقة من تناقضات واضطرابات يصعب القضاء عليها بمثل ما تم من هشاشة حواها ذلك الاتفاق".
وأوضح عبد العاطي، أن مثل تلك الاتفاقيات تصطدم بعقبات وتعقيدات على أرض الواقع، علاوة على أنها تفتقر الضمانات على الأرض ما يجعلها في النهاية مجرد حبر على ورق وليس ذلك تشاؤما، وإنما هي الشواهد و الوقائع وحقائق التاريخ.
الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة وشيكة في السودان بعد دخول النزاع عامه الثاني
وقال مجلس السيادة الانتقالي في السودان، السبت الماضي، إن عضو المجلس ونائب القائد العام للقوات المسلحة شمس الدين كباشي، اتفق مع رئيس الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب.
وذكر المجلس في بيان أن الطرفين اتفقا خلال اجتماع في جوبا، على "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة، ومناطق سيطرة الحركة بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته" بحسب صحف سودانية.
أعلن المتحدث باسم منسقية النازحين في دارفور في السودان، آدم رجال، انهيار الوضع الصحي والإنساني للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب نقص الغذاء والدواء في مخيم الحميدية للنازحين في ولاية وسط دارفور غربي البلاد.
ونقل موقع "أخبار السودان" عن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، أن انهيار الحالة الإنسانية والصحية والتعليمية في مخيمات النزوح، جاء في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، والحصار المفروض على المواطنين في كافة مدن السودان ومناطق دارفور على وجه الخصوص جراءها.
منسقية معسكرات النازحين في دارفور تعلن انهيار الأوضاع الإنسانية
وأفاد آدم رجال في بيان صحفي قبل أيام، ببدء أحد طرفي الصراع فرض حصار على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي السودان، مشيرًا إلى أن هذا الوضع الجديد يتسبب في "عدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدينة مما جعل السكان في مخيمات النزوح والمدينة في خطر الموت والهلاك بالجوع الشديد أو بالسلاح".
في سياق متصل، أعلن المتحدث وفاة 20 نازحا في مخيم "رونقتاس" للنازحين في ولاية وسط دارفور فيما بين 20 و30 أبريل/ نيسان المنصرم بسبب سوء التغذية، 10 منهم أطفال ونساء، فيما يزداد الوضع الإنساني سوءا في مخيم "كلمة" للنازحين بجنوب دارفور، لعدم توفر الغذاء مع شبح المجاعة وسوء التغذية الحاد وانعدام الدواء.
وتتواصل، منذ أكثر من عام، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
مناقشة