من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها.. وهل يمكن أن تحارب دون أمريكا؟

أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليق شحنات أسلحة إلى إسرائيل، أزمة تصريحات بين واشنطن وتل أبيب التي تحدث بعض مسؤوليها عن امتلاكهم القدرة على مواصلة القتال ودخول رفح بمفردهم، بينما أكد آخرون أن إسرائيل لا تستطيع تحقيق أهدافها دون الأسلحة الأمريكية.
Sputnik
ومن المتوقع أن يقدم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تقريرا إلى الكونغرس، اليوم الجمعة، ينتقد سلوك إسرائيل في غزة، لكنه لا يتهمها بانتهاك شروط استخدام الأسلحة الأمريكية، في ذات الوقت الذي تواجه فيه تل أبيب اتهامات باستخدام تلك الأسلحة لقتل المدنيين في قطاع غزة.
"سندخل رفح دون مساعدات"... هجوم إسرائيلي على بايدن بعد تعليق شحنات الأسلحة
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن التقييم الذي تجريه الخارجية الأمريكية يتضمن تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا ثبت انتهاكها للقانون الدولي الإنساني.
وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت أكثر من 100 شحنة أسلحة إلى إسرائيل منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إثر بداية الحرب على غزة.
وتشمل تلك الشحنات أسلحة دقيقة وقذائف خارقة للتحصينات وقذائف مدفعية، خاصة القذائف عيار 155 ملم، وقذائف دبابات وأجهزة تفجير وقنابل موجهة وتقليدية.
وزير المالية الإسرائيلي: الحديث مع "حماس" يكون من خلال القذائف والقنابل
ورغم إصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2728، في مارس/ أذار الماضي، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن إدارة بايدن، وافقت على تزويد إسرائيل بأسلحة وعتاد عسكري بمليارات الدولارات، يشمل 1800 قنبلة "إم كي - 84" و500 قنبلة "إم كي - 82".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، تم الكشف عن صفقة أسلحة سرية لإسرائيل، لم يتم عرضها على الكونغرس، بلغت قيمتها 147 مليون دولار، شملت قذائف مدفعية عيار 155 ملم، وأنواع أخرى من العتاد العسكري.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وافقت واشنطن على صفقة قيمتها 106 ملايين دولار لتزويد إسرائيل بـ14 ألف قذيفة دبابات.
وتمثل تلك الصفقات جانبا من صفقات الأسلحة الضخمة التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء حرب غزة في الـ7 من أكتوبر 2023.
إسرائيل تعتزم شراء 25 مقاتلة "إف-35" بقيمة 3 مليارات دولار
ومنذ عام 1948، تقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعما عسكريا سنويا لإسرائيل تقدر قيمته منذ ذلك التاريخ بنحو 260 مليار دولار، إضافة إلى الدعم الخاص بالتعاون التقني بين البلدين وبرامج التسليح المشتركة وأبرزها تطوير منظومات "حيتس" الصاروخية ومنظومة القبة الحديدية والتعاون في تقنيات الطيران المأهول والمسير.
كما تمثل الأسلحة الأمريكية العمود الفقري للجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه، وخاصة في مجال القوات الجوية التي تحرص واشنطن دوما على منح إسرائيل تفوقا كبيرا على جيوش المنطقة سواء بإمدادها بالنسخ المتطورة من مقاتلات "إف - 15" متعددة المهام، أو "إف - 15" الأكثر تطورا، وأخيرا طائرات "إف - 35" الشبحية، التي تنتمي للجيل الخامس من المقاتلات الحربية.
وفي مجال الدفاع الجوي، حصلت إسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي على منظومات الدفاع الصاروخي "باتريوت"، كما حصلت مؤخرا على أنظمة "ثاد" الأكثر تطورا، التي تطورها واشنطن لاعتراض الأهداف الجوية في طبقات الجو العليا.

من يمد إسرائيل بالسلاح؟

تتضح إجابة هذا السؤال في إحصائيات موقع "ستاتيستا" الأمريكي عن الدول التي تمد إسرائيل بالأسلحة خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2019، حيث تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن نحو 82 في المئة من الأسلحة التي حصلت عليها إسرائيل في تلك الفترة، وهو ما يعني أنه في حال أوقفت واشنطن إمدادات الأسلحة إلى تل أبيب، فإن القدرة الفعلية لجيشها من ناحية العتاد والذخائر ستنخفض إلى أقل من 20 في المئة، وهي نسبة لا يمكن على أساسها اتخاذ قرار بشن حرب واسعة.
محملا بـ"قائمة أمنيات" بالأسلحة الأمريكية... وزير الدفاع الإسرائيلي يتوجه إلى واشنطن
وبحسب الإحصائيات، فإن ألمانيا تمثل ثاني مصدر للأسلحة إلى إسرائيل بنسبة نحو 15 في المئة، تليها إيطاليا بنحو 2 في المئة، ثم كندا وفرنسا بنسبة لا تتجاوز 1 في المئة.
ويعني ذلك أن جميع الأسلحة التي تحصل عليها إسرائيل من الدول الأخرى لا تساوي 25 في المئة مما تحصل عليه تل أبيب من واشنطن، سواء في حرب غزة الحالية، أو في حروبها السابقة.
وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الداعمين للجيش الإسرائيلي في جميع حروبه، وهو ما يمكن إسرائيل من تعويض أي نقص في الذخائر والعتاد العسكري ومواصلة الحرب، وفي حالة تخلت واشنطن عن تل أبيب، فإن ذلك يعني أن الأخيرة لن تستطيع تعويض خسائر جيشها خلال القتال بصورة يمكن أن تقودها للهزيمة، وهو ما يؤكده مبدأ عسكري يقول إن "انقطاع خطوط الإمداد يقود إلى خسارة الحرب".
أبرز الأسلحة الأمريكية التي تستخدمها إسرائيل
مناقشة