وحضر الاجتماع قيادات من الأحزاب السياسية والجمعيات التونسية، التي كانت من أبرز المساندين للقضية الفلسطينية في الشوارع التونسية، من ضمنها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، والتي نفذت، قبل انطلاق الاجتماع، مسيرة شعبية جددت فيها دعوتها إلى وقف إطلاق النار على قطاع غزة.
مسيرة في الشارع تتزامن مع انعقاد الاجتماع التضامني
وأفاد الناشط السياسي في "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، وائل نوار، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، بأن "التونسيين يرحبون اليوم بالمقاومة الفلسطينية، ويدعمونها في روايتها التي تقدمها حول الوضع في مدينة رفح".
وأضاف نوار بأن "هذا الاجتماع التضامني ستكون مخرجاته إيجابية، لأن الموقف التونسي واضح وهو الوقوف مع الشعب الفلسطيني أمام إسرائيل".
وتابع، قائلا: "ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية يقوم بها الجيش الإسرائيلي أمام أنظار العالم، الذي اكتفى ببيانات التنديد".
كما أشار الناشط السياسي إلى أنه "رغم الدمار ونزيف الدماء ظل الشعب الفلسطيني صامدا أمام هذه المذبحة ومصرا على البقاء".
المسيرة الشعبية التي انطلقت من محطة الجمهورية بالعاصمة تونس، وصولا إلى قاعة قصر المؤتمرات بالعاصمة، مكان انعقاد الاجتماع التضامني، رفعت خلالها شعارات تطالب بوقف إطلاق النار ومساندة للشعب الفلسطيني من خلال لافتة كبيرة كتب عليها "من تونس ..هنا فلسطين".
"المقاومة تنتصر لفلسطين"
ومن جانبه، أكد إحسان عطايا، عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" لـ"سبوتنيك"، بأن "هذا الاجتماع يأتي كمقدمة للخروج بقرارات مهمة وليؤكد بأن فلسطين حاضرة في تونس دائما".
وأضاف عطايا بأن "إسرائيل ومن خلال هجماتها الغير بريئة تحاول اجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه، وتحاول القضاء والسيطرة على المقاومة وشطب هوية فلسطين العربية".
وأكّد عطايا أن "المقاومة حاضرة اليوم في غزة بقوة وتدافع عن فلسطين وعن أرضها وعن مقدساتها وعن كرامة هذه الأمة، من خلال رفض هذا العدوان والإجرام الأمريكي والإسرائيلي والغربي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة".
وشدد عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي"، على أن "المقاومة ستحقق انتصارات وإنجازات مهمة وستكسر المشروع الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة وعلى أرض غزة، وستتحطم أحلام العدو على أمواج بحر غزة، بعد أن بيّن الشعب الفلسطيني المعطاء بسالته وتضحياته ولقن الجيش الاسرائيلي درسا قاسيا في الصمود".
كما أشار أيضا إلى أن "هذا الملتقى يؤكد على أن فلسطين تعود إلى حضنها العربي، مهما حاولت إسرائيل سلخها وإخراجها من حاضنتها لدى الدول العربية".
واعتبر عطايا أن "اسرائيل انهارت، منذ السابع من أكتوبر(تشرين الأول الماضي)، أي مع بداية عملية "طوفان الأقصى".
وفي ذات الصدد، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، لـ"سبوتنيك"، إن "الاضطرابات في فلسطين تهز العالم وليس الأقليم".
وأضاف زكي بأن "نزول الطلبة إلى الشوارع وخاصة في الدول الغربية، التي تدعم إسرائيل، يدل على أن نهاية إسرائيل اقتربت بتوحد مختلف الشرائح"، متابعا بالقول: "نحن اليوم في وضع الانتقال النوعي وسنحاسب كل العالم الصامت الذي لم يساعد الشعب الفلسطيني أثناء محنته".
وأردف، قائلا: "نحن بحاجة إلى وقف هذا النزيف الدموي والحرب الظالمة ورفع الحصار في قطاع غزة وإعادة إعمارها، ويجب أن تتوفر الإرادة لمواجهة كل من أمريكا واسرائيل".
من جهته، اعتبر القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، بأن "إسرائيل سترضخ لشروط المقاومة في نهاية الأمر بعد أن اكتشف الجميع دمويتها".
وأضاف أبو زهري، في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن "المقاومة مازالت صامدة وكشفت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الفاشلة، والتي حاول من خلالها إقناع شعبه بأنه قضى على المقاومة وعلى كتائب القسّام، التي برهنت أنها تزداد قوة كل يوم".
وتخللت الاجتماع تظاهرات داخل القاعة نظمها عدد من الطلبة، الذين رفعوا شعارات تطالب بتجريم التطبيع والضغط على الدول الغربية ومقاطعتها دبلوماسيا واقتصاديا.
"معركة غزة ستحدد مصير العالم"
من جهته، قال هايل الفاهوم، سفير فلسطين بتونس، في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن "المطلوب اليوم مواصلة النضال والدعم والإسناد للشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "معركة غزة ستحدد مصير العالم وهو ما يدعو إلى مزيد من الوقوف مع المقاومة الفلسطينية".
وأضاف السفير بأن "تونس كانت أول تجربة للانتقال من حقل الكلام إلى حقل الفعل، من خلال المبادرات الحقوقية والتضامنية التي قدمتها مساندة للفلسطينيين".
وحول تطورات الوضع في مدينة رفح، وصف سفير فلسطين بتونس، الوضع بأنه "مأساوي ومشاهد التهجير موجعة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تواصل سياسة الإجرام وقتل الأبرياء".
كما أفاد بأن "إسرائيل اهتزت من داخلها وبدأت تفقد ثقتها بذاتها، ولذلك تزداد جرائمها لمحاولة استعادة الثقة بالنفس".