وفق هيئة الانتخابات في تشاد، حصل ديبي على 61.3 في المئة من أصوات الناخبين، متفوقا على منافسه الأبرز رئيس الوزراء، سوكسيه ماسرا، الذي حصل على 18.53 في المئة، بينما حلّ رئيس الوزراء الأسبق، باهيمي باداكي، ثالثا بأقل من 10 في المئة.
رغم إجراء الانتخابات وإعلان النتائج، فإن حالة من الترقب تسود الشارع التشادي، إزاء الفترة المقبلة، خاصة في ظل مواقف غربية غامضة، أشار إليها الخبراء، بأنها تعكس حجم التوترات مع تشاد في الوقت الراهن.
ويرى الخبراء أن عدم تهنئة العديد من الدول الغربية، خاصة التي تربطها علاقات بتشاد الرئيس ديبي، يحمل علامات استفهام، وإشارات لما قد يحدث مستقبلا.
في الإطار قال الأكاديمي التشادي، إسماعيل طاهر، إن نتائج الانتخابات كشفت أن نسبة قليلة من المعارضة يمكن أن تكون في المشهد خلال الفترة المقبلة، خاصة حزب" المحولون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الذي كان ينافس ديبي الابن في الانتخابات.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن مناصري حزب "المحولون" لم يخرجو للمظاهرات التي دعا لها الحزب السبت، ما يعني أن قدرا من الحذر يسود المشهد الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن تشاد مقبلة عن توازن خاصة في علاقتها الخارجية، في ظل ترقب للموقف الغربي من نتائج الانتخابات، خلال الفترة المقبلة، وما إن كانت هناك محاولات تجاه سيناريوهات بعينها بشأن منظومة الحكم.
وأشار إلى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة والبلدية، يمكن أن تؤثر على شكل المشهد السياسي في تشاد الفترة المقبلة، وتقاسم السلطة حسب حجم التأثير.
وأشار إلى أن الغرب قد يجد نفسه مضطرا للحفاظ على الهدوء في تشاد، خشية أن يتكرر سيناريو الدول الأفريقية الأخرى التي خرجوا منها.
من ناحيته قال علي موسى علي، إن الانتخابات الرئاسية في تشاد، كشفت أن هناك توتر حاصل في العلاقات بين النظام في تشاد، وبعض الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف مع وراء رئيس الوزراء سيكسيه مسارا، أحد المنافسين الرئيسين لديبي الابن في الانتخابات.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك موقف آخر يؤكد سوء علاقة النظام التشادي بالغرب، هو أنه حتى الآن وبالرغم من إعلان النتائج المؤقتة، من قبل الوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات، لم نشهد تهنئة من قبل الدول الغربية حتى فرنسا.
ولفت إلى أن الوضع الآن في تشاد يسوده الغموض، وعدم اليقين، خاصة أن رئيس الوزراء سيكسيه مسارا وهو المنافس الرئيسي لمحمد إدريس ديبي، حتى الآن لم يعترف بنتيجة الانتخبات، فيما تتربص القوى الغربية خلف سيكسيه مسارا، وتدفع به من أجل زعزعة الوضع، وخلق مناخ من التوتر يسمح لها التدخل لفرض أجندها داخل الدولة.
وتابع: "أتوقع إذا ما استمر الأمر على حاله، سنشهد تحولا جذريا في العلاقات بين تشاد والدول الغربية، وستتجه تشاد نحو الشرق، وخاصة روسيا، التي تحاول الآن، استغلال الفجوة والتوتر الحاصل لتعزيز علاقاتها مع تشاد ودول المنطقة".
فيما يتعلق بالملفات الداخلية، تابع موسى: "بشأن ملف الجماعات الإرهابية والملفات الداخلية الأخرى، أعتقد أن الأولوية الآن لتثبيت الوضع الداخلي، ومحاولة تعزيز الإمكانات الدفاعية لمواجهة أي تحد في المستقبل".
ويرى أن ملف الإرهاب لن يأخذ أسبقية بالنسبة للحكومة المقبلة، لأن أمامها الآن تحديات أكثر أهمية، كالوضع الداخلي الهش، إضافة إلى وجود تهديدات خارجية من قبل الحركات المسلحة التي من المحتمل أن تكثر نشاطها في الفترة القادمة مستغلة في ذلك التوتر الحاصل بين تشاد والسودان بشأن الأزمة السودانية.
وتولّى ديبي رئاسة المرحلة الانتقالية منذ مقتل والده إدريس ديبي، على يد متمردي حركة "فاكت" في معارك بشمال البلاد عام 2021، بعد حكم استمرّ منذ عام 1990.