وأضاف صالح، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "أهم مكاسب شعب الجنوب في قيام المجلس هو أنه قطع الطريق على خصوم شعب الجنوب ومحاولتهم تزوير إرادته وتفكيك ثورته ونسيجه المجتمعي، وبهذا استطاع المجلس أن يكون حاملاً سياسيا لقضية شعب الجنوب وحقق لها نجاحات غير مسبوقة، ونجح في إيصالها إلى مراكز صنع القرار الدولي لتصبح قضية أساسية، بعد أن كانت مجرد فعاليات ثورية وتضحيات يومية في الساحات، وصراع مكونات على تمثيل القضية أمام الخارج".
ومضى قائلا: "استطاع المجلس في وقت قياسي أن يستكمل بناءه التنظيمي ويسجل حضوراً مؤثراً في عموم محافظات الجنوب، ليكون بذلك مؤسسة سياسية متكاملة قادرة وجاهزة للنهوض بمهام المرحلة الانتقالية لدولة الجنوب وإدارة مؤسساته وحمايته من الانزلاق في أتون الفوضى، وهذه من ضمن مطالب وتطلعات شعب الجنوب".
وأكد صالح أنه "تحسب للمجلس نجاحاته في بناء مؤسسة عسكرية وأمنية قوية، هي من تمثل صمام أمان الجنوب وحارسة مكتسباته، كما نجحت في سحق الإرهاب الذي استوطن مناطق عدة من الجنوب منذ احتلاله في صيف 94، عبر عملية منظمة من نظام صنعاء، والعالم اليوم يعترف للمجلس وللقوات الجنوبية بدورهما المهم في هذا الجانب".
واستطرد: "تمثلت نجاحات المجلس أيضا في إيجاد قيادة سياسية موحدة و بناء جيش قوي وتطهير الجنوب من الإرهاب، ما أثار حفيظة القوى المعادية للمشروع الجنوبي في مؤسسة الرئاسة والحكومات اليمنية السابقة، فاجتهدت جميعها في خلق المصاعب أمامه وتوظيف ملفات الخدمات توظيفاً سياسيا خبيثاً، عانى بسببه شعبنا ومازال يعاني الكثير".
وقال صالح: "بعيدا عن المؤامرات فقد عبثت السياسات الفاشلة والفساد بأوضاع الناس وتسببت في انهيار الاقتصاد وإدخال الشعب في حالة هي أقرب للمجاعة، وهذا أمر ينبغي الوقوف أمامه والتصدي له بحسم حتى لا يحسب كل ذلك فشلا للمجلس، سيما وهو اليوم شريك في منظومة الدولة".
وأشار القيادي بالانتقالي إلى أن "الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه من حيث تدني مستوى الخدمات، فيما تستأثر سلطات الدولة اليمنية بثرواته وموارده المختلفة، دون أن تقدم له غير المؤامرات ومحاولات التركيع لاشغاله عن تطلعاته السياسية وخلق حالة من العزلة بينه وبين الممثل والحامل السياسي لقضيته المجلس الانتقالي الجنوبي".
ويؤكد صالح، أن المجلس أبدى مرونة كبيرة خلال السنوات الماضية في تعاطيه مع السلطات لاعتبارات عديدة ومختلفة، وهذا كلف شعبنا كثيراً وفاقم معاناته، والشعب في الجنوب دون شك يرى بأن من واجب المجلس الدفاع عنه وحمايته مما يتعرض له من سياسات الموت البطيء.
ولفت صالح إلى أن "المجلس عبّر عن مواقفه الرافضة لسياسات التجويع والتركيع التي تتبعها الحكومات المتعاقبة، وحذر مراراً وتكراراً من نفاد صبر شعبنا، ونعتقد أنه حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة وقوية لإنقاذ شعبنا مهما كانت مؤلمة أو متعارضة مع الحسابات والمصالح والضغوط الخارجية".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني اليمن للعام العاشر توالياً، صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.