سياسي سوداني يوضح لـ"سبوتنيك" تداعيات سيطرة "الدعم السريع" على الفاشر في دارفور

أكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، الدكتور محمد مصطفى، اليوم الاثنين، أن مدينة الفاشر في إقليم دارفور، التي تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها، لا تمثل أهمية استراتيجية لمن يطمع في السيطرة على السلطة أو الانفصال بالإقليم.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "في الحقيقة، لا أعتقد أن الفاشر أو أي مدينة أخرى من مدن دارفور تعتبر هدفا إستراتيجيا لقوات الدعم السريع، رغم أن مدينة الفاشر تعتبر عاصمة سياسية تاريخية منذ عهد سلطنة دارفور، وبالتالي لن يكون لها أهمية إستراتيجية كبيرة، إلا إذا كان هدف "الدعم السريع" فصل إقليم دارفور بالقوة، وإعلان دولتها الخاصة في مساحة الإقليم".
وأضاف مصطفى: "أعتقد أن الهدف الاستراتيجي لقوات الدعم السريع تسعى لحكم السودان هو المناطق العسكرية الإستراتيجية، كوادي سيدنا وسلاح المهندسين والسلاح الطبي والمدرعات والقيادة العامة، تلك هي المناطق التي يعني سقوطها هزيمة الجيش السوداني، وكل الانقلابات العسكرية التي حدثت في الماضي نجحت بالسيطرة على تلك المناطق".
وأشار رئيس الحركة الشعبية إلى أن "محاولة السيطرة على مدن إقليم دارفور ونهب أسواقها وتدمير بنيتها الاقتصادية، تعني الإصرار على مواصلة جرائم الحرب ضد إنسان دارفور المغلوب على أمره".
وأوضح مصطفى: "إذا كان الهدف من السيطرة على الفاشر هو احتلال دارفور وإعلان دولة في مساحتها، فسوف يكون ذلك تنازلا طوعيا عن حقوق عظيمة ممثلة في الإطلالة على البحر الأحمر، ونيلين عظيمين وثالثهم نهر النيل العظيم، هذا بخلاف الأنهار موسمية الجريان، والأراضي الزراعية الخصبة الواسعة والتنوع البشري الكبير، والاكتفاء بدولة مغلقة تنقصها أبعاد إستراتيجية كبيرة، والأهم أن هنالك مجموعات كبيرة جدا في إقليم دارفور يرفضون مجرد الحديث عن الإنفصال، ناهيك عن قبول الفكرة".
وقال مصطفى: "لست أدري من هم مستشارو قيادة "الدعم السريع"، الذين ينصحون باستنزاف طاقتها في أهداف لا تعتبر أولوية، بل حتى أنها لا تعتبر ثانوية".
الجيش السوداني: كبدنا "قوات الدعم السريع" خسائر كبيرة في الفاشر
وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأدت المواجهات إلى نزوح نحو 850 شخصا (170 أسرة) إلى مواقع مختلفة في جميع أنحاء محلية الفاشر بسبب الاشتباكات، وفقا لتقرير مصفوفة تتابع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة.
ومنذ أسابيع، تحشد قوات الدعم السريع آلاف المقاتلين بأطراف مدينة الفاشر تمهيدا لاقتحامها.
وفي المقابل، عزز الجيش السوداني ومجموعات مسلحة دارفورية مساندة له، تواجده العسكري في مداخل مدينة الفاشر وحول معظم أحياء المدينة.
وحذرت الأمم المتحدة، في الآونة الأخيرة، من عواقب وخيمة على المدنيين الذين يقيمون في الفاشر حال هجوم الدعم السريع على المدينة المكتظة بضحايا الحرب.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور تقع على بعد نحو 802 كم إلى الغرب من العاصمة السودانية الخرطوم، ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات ومقر حكومة الإقليم، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش السوداني.
وما يزال الجيش السوداني يسيطر على مدينة الفاشر، وتقاتل إلى جانبه حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقّعت مع حكومة السودان، في العام 2020، اتفاق "سلام جوبا"، وأبرزها حركة "تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، وحركة "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم.
السودان... موجات نزوح جديدة في الفاشر بسبب الاشتباكات المسلحة
وحذرت منظمات دولية من مخاطر هجوم شامل على مدينة الفاشر، ودعت إلى تخفيف التوتر في المنطقة.
وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن "نحو 800 ألف شخص في الفاشر، معرّضون لخطر شديد وشيك، مع تفاقم أعمال العنف والتهديد باقتحام المدينة".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023، يدور نزاع مسلح بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد"، وكل من السعودية والولايات المتحدة، في إنهاء الصراع المسلح الذي دخل عامه الثاني.

وتسبب النزاع في فرار نحو 8.7 مليون شخص من منازلهم، وفقا لأحدث إحصائية لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

ونزح ما يقدر بنحو 6.7 مليون شخص قسرا داخل البلاد، فيما عبر نحو مليوني شخص الحدود إلى دول مجاورة منها جنوب السودان، تشاد، مصر وإثيوبيا.
ووفقا لأحدث إحصائية لمنظمة "ACLED"، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة وتحليلها، فإن أكثر من 15550 شخصا قتلوا منذ اندلاع القتال في السودان.
مناقشة