وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الزلزال هو جزء من أمان السد، وهو أحد مطالبنا الأساسية منذ 2011، لكن إثيوبيا لم تستوف شرط الأمان من الزلازل الذي التزمت باستكماله في الفقرة الثانية من المادة 8 من إعلان مبادئ سد النهضة لسنة 2015" .
وتابع المفتي: "رغم مرور السنوات وتعدد جولات التفاوض، بغض النظر عن النتائج التي ترتبت عليها، نجد أن السودان ومصر لم يتمسكوا بإلزام إثيوبيا بأمان السد حتى اليوم، بل كان ولا يزال تركيزهم على اتفاق ملزم للملء والتشغيل".
وأشار المفتي إلى أن "أي آثار كارثية للزلزال الذي وقع في إثيوبيا قبل ساعات لن يقع عبئه على إثيوبيا، وإنما على السودان المتضرر الأول من أي اختلالات في السد، علاوة على أنه لا توجد أي مسؤولية على الجانب الإثيوبي، وهو غير ملزم بدفع أي تعويضات نتيجة للخسائر، التي قد تقع نتيجة الخلل أو الانهيار في السد".
ومضى قائلا: "كل الاحتياطات والترتيبات التي يمكن اتخاذها اليوم لاستيعاب المياه إذا ما انهار (سد النهضة) لا تتجاوز ما يستوعبه سد الروصيرص من المياه التي سوف تتدفق، ومعلوم أن سعة خزان الروصيرص لو كان فارغا لا تتجاوز 7.5 مليار متر مكعب من المياه، مقابل 35 متر مكعب من المياة المخزنة خلف سد النهضة، إضافة إلى التخزين الخامس والذي سيبدأ بعد شهرين".
وأوضح المفتي: "بخلاف ما يمكن أن يستوعبه خزان الروصيرص من المياه، التي سوف تتدفق فجأة من سد النهضة بسبب أي زلزال أو خلافه، وهي كمية قليلة جدا جدا، وهنا لا أعتقد أن حكومة السودان لديها خطة طوارئ للتعامل مع المياه الزائدة، ولقد حذرنا من ذلك منذ 2011، ولكن لا حياة لمن تنادي حتى اليوم".
وشهدت إثيوبيا، أمس الاثنين، زلزال بقوة 4.9 بمقياس ريختر، بالقرب من موقع سد "جيبي 3"، على نهر أومو وبعمق 10 كيلومترات.
وكانت إثيوبيا أطلقت فعاليات، في أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، أسبوع بيع سندات سد النهضة الإثيوبي، بهدف جمع التمويل اللازم لدعم استكمال بناء السد، الذي من المتوقع أن يكتمل بحلول العام المقبل 2025.
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن هايلو أبرهام، مدير العلاقات العامة والاتصال الإعلامي في مكتب تنسيق مشروع سد النهضة، قوله بأن الهدف هو جمع 100 مليون بر إثيوبي (نحو مليون و 760 ألف دولار) خلال أسبوع.
وأضاف أبرهام أن بنك التنمية الإثيوبي والبنك التجاري الإثيوبي ومؤسسات مالية أخرى، استعدت لتنفيذ عملية البيع التي تم إطلاقها بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لبدء بناء السد.
وشدد المسؤول الإثيوبي على أهمية دعم ومشاركة الجمهور، وعلى التأثير الإيجابي لدعمهم المستمر في تقدم بناء السد، حيث وصلت نسبة البناء الإجمالية إلى 95% بفضل التزامهم ودعمهم المستمر.
من جانبه، أكد مدير مشروع سد النهضة، كيفلي هورو، أن أعمال البناء في السد ستكتمل بحلول العام المقبل على الرغم مما وصفها "بالعقبات الفنية والنكسات التشغيلية" التي يواجهها".