ولفت الكفوري في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك" إلى أن "هناك رفضاً كبيراً لهذه المساعدات المؤثرة على حياة المواطن الأوروبي بشكل عام، وخصوصاً أنّ الشعب الأوكراني يرفض هذا الصراع ويريد السلام وبالتالي يرفض هذه الحزمات".
وأشار الكفوري إلى أن "الدول الغربية تعيش على الحروب وعلى سفك دماء المواطنين وعناصر الجيش الأوكراني"، موضحاً أنّ "الوضع في أوكرانيا سيّء جداً بالنسبة للغرب، على اعتبار أن هذه القوات التي جُهزت ودُربت إنهزمت وتحطمت أمام العالم أجمع بمشاركة قيادة "الناتو" والولايات المتحدة الأميركية".
وعن الجدل الغربي حول حزمة المساعدات إلى أوكرانيا، قال الكفوري إن "كل ما يقدم إلى كييف لن يجدي نفعاً، والرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي" يُمعن في التهريج، ويحاول جر الشباب الأوكراني إلى المعارك"، معلناً أنّ "وزارة الخارجية الاوكرانية أصدرت تعميما خاصا ببعثاتها الدبلوماسية يقضي بوقف كل جوازات السفر الاوكرانية، وهو مؤشّر على أنهم يريدون استعادة المواطنين، وبالتالي هذه المساعدات مضرّة وتعود بالفائدة فقط على الولايات المتحدة والمجمّع الصناعي العسكري الأميركي".
وشدّد الكفوري على أنّ "القادة في أوروبا هم أدوات في يد البيت الأبيض وينصاعون إلى "البنتاغون" وغيرها من الإدارات الاميركية".
وشدد الخبير في الشأن الروسي، إسكندر كفوري، يوم 8 مايو/ أيارالجاري، على أهمية عيد النصر الروسي بالنسبة للشعب الروسي، ففي كل بيت فُقد مدافع عن هذه الأرض، وهناك حرب متجددة يقوم بها الغرب لتحطيم موسكو.
وفنّد كفوري في حديث لـ إذاعة "سبوتنيك"، أهم المراحل التي مرت بها روسيا وخلال عهد الرئيس فلاديمير بوتين، إذ قال: "فترة 2000 و2007 كانت مرحلة العمل الكثيف لإعمار هذه الدولة، والعام 2007 كان مهمًّا جدً وشكل منعطفاً كبيراً في المسيرة الروسية العالمية حين كشف بوتين ما يقوم به الغرب لتدمير روسيا واستطاعت بعدها روسيا أن تقف بقوة بعد حرب جورجيا وعادت إلى الحلبة الدولية، واستمرت بعدها عملية الإنماء وتقوية الجيش الروسي وبدأ عصر النهضة، حتى وصلنا إلى العام 2015 ودخلت روسيا إلى سوريا مما أعطاها دفعاً قوياً حول رؤيتها للمنطقة واستمرت حتى العام 2022، عندما حاول الغرب تطويق موسكو وفشل كما هو واضح اليوم".
وأوضح إسكندر أن "الغرب حاول الدخول إلى روسيا عبر أوكرانيا والاستيلاء على مقدّراتها وكان هناك مخطط لحصارها وخصوصا بعد أن تبيّن أن أوروبا الغربية ضعيفة وكل رفاهيتها مبنية على الدعم الروسي، ولكن الرئيس بوتين تخطى هذه الأزمة، مما ساهم في حصوله على التأييد مجدداً من شعبه في الانتخابات الماضية".
واستبعد إسكندر "وقوع مواجهة مباشرة بين "الناتو" وروسيا وخصوصا بعد غياب أي رغبة لدى الشباب بالقتال من أجل رئيس يراكم أمواله في البنوك الإسرائيلية أي فلاديمير زيلينسكي"، لافتاً إلى أن "هناك 62% من موظفي القطاع العام في أوكرانيا عوقبوا بالفساد"، وأضاف أن "التخلي عن زيلينسكي لن يحدث تغييراً كبيراً في مسار الصراع إذ أن أوكرانيا فقدت سيادتها منذ زمن طويل، وأن الأسماء المطروحة اليوم مثل عمدة كييف أو وزير الدفاع المعزول كلهم لديه ارتباطات خارجية على سبيل المثال مع المخابرات البريطانية".
وشدّد إسكندر على أنه "لا يمكن غزو روسيا مطالباً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعودة إلى التاريخ وقراءته جيداً لمعرفة مصير نابليون بونابرت"، محذّراً من أن "المستفيد الوحيد من هذه المعركة على موسكو هي واشنطن، فأوروبا تخسر وأوكرانيا تخسر والإدارة الأمريكية سعت إلى هذه الحرب لتمنع التلاقي بين الاتحاد الأوروبي وروسيا".
وختم إسكندر حديثه بالإشارة إلى أهمية العلاقات الروسية الصينية، معتبراً أن "الرئيس الصيني شي جينغ بينغ ذكي جداً وعرف كيف تعامل مع نظيره الفرنسي، إذ أنّه يعرف جيّداّ أنّ ماكرون أداة بيد الغرب".