خطة وتهديدات بالاستقالة... هل يطيح الصدام بين غانتس ونتنياهو بالحكومة الإسرائيلية؟

مع تصاعد الخلافات بينهما، شكلت تهديدات بيني غانتس بالاستقالة من حكومة الحرب الإسرائيلية تحديًا حقيقيًا لنتنياهو، الذي يواجه اعتراضات دولية وعربية بسبب استمرار عدوانه على قطاع غزة.
Sputnik
نتنياهو الذي فشل في تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها في قطاع غزة، وبسبب الكلفة الباهظة في حياة المدنيين الفلسطينيين والبنى التحتية، باتت حكومته مهددة بالانهيار، لا سيما مع تزايد الغضب الشعبي داخل إسرائيل، والمطالبين بإقالة الحكومة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية قبول بخطة غانتس في قطاع غزة، وتداعيات إقدامه على تقديم استقالته من حكومة الحرب، في ظل ظهور جبهة قوية معارضة لقرارات نتنياهو في الحكومة.
خلافات عاصفة
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن نتنياهو معارض كليًا لكل ما يطرحه بيني غانتس، وهناك خلافات قوية وشديدة وعاصفة بين الجانبين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، غانتس أدرك بأن نتنياهو لا يريد أن يناقش خطة ما بعد الحرب، بل يريد المزيد من القتل والدمار والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في جميع أماكن تواجده بالقطاع، وهذا أمر بات واضحا للجميع، فيما وضع غانتس بالتشاور مع آخرين، توقيتا لإنهاء الحرب في القطاع، والبدء في التفكير بالمرحلة المقبلة.
ويرى أن هناك خلافا قويا جدا لمرحلة ما بعد حرب غزة، وغانتس له وجهة نظر، ونتنياهو له وجهة أخرى متطرفة وسيئة تتجاهل كليا دور الشعب الفلسطيني ورغبته في الاستقلال وإقامة دولته، فيما يتشاور غانتس مع الإدارة الأمريكية بشكل كامل، ويفكر جيدًا قبل اتخاذ الخطوات، وهو يعلم أن في نهاية الأمر سيكون هناك انتخابات، وربما يحقق نجاحا فيها من أجل تغيير هذه الحكومة الفاشية التي يقودها سموتريتش وبن غفير ونتنياهو.
نتنياهو مهاجما غانتس: تصريحاته تعني نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية
وأوضح كنعان أن غانتس جاد في التهديد بالاستقالة، وربما في حال تزايدت الخلافات يقيله نتنياهو بنفسه من الحكومة، وكذلك وزير الدفاع غالنت باعتبارهما في نفس التوجه، حيث يجب أن توضع الأمور في نصابها الصحيح، عبر نهاية الحرب والدمار والقتل، والذي لا يمكن أن يكون بلا ثمن، والثمن هو الحرية والاستقلال وسيطرة السلطة الوطنية على الأوضاع في الضفة والقدس وقطاع غزة.
ويرى أن الشعوب في الدول الأوروبية وأمريكا باتت قوة ضاغطة على حكومتها من أجل الضغط على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، لا سيما بعد فشله في تحقيق النصر، أو أي من أهداف الحرب التي وضعها، وهو ما يعد فشلا ذريعا له ولحكومته، على كافة المعايير السياسية والحربية والاقتصادية، وهو ما سيعود على حكومته وإسرائيل في المستقبل القريب.
معركة انتخابية
بدوره، اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية إن غانتس يقفز من السفينة الغارقة، فبعد أن زار البيت الأبيض يقدم نفسه للداخل الإسرائيلي كشخص ناضج يريد القضاء على "حماس"، وفي نفس الوقت إعادة الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، ويريد إدارة مدنية للقطاع.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، البديل هو أن يشرف الجيش الإسرائيلي على أفران العيش وطباعة الكتب، وهو أمر يجعل جيش إسرائيل منشغل على الأقل 4 سنوات بشكل دائم ويستدعي قوات الاحتياط ويشل الاقتصاد، وهو ما يرفضه غانتس.
ويعتقد أنور أن غانتس يقدم نفسه للداخل والخارج في نفس الوقت، أنه شخص صاحب رؤية عسكرية وأصغر سنًا، ويمكن أن يقود المجتمع الإسرائيلي لتقليل خسائره التي باتت فادحة، خاصة أن نتنياهو أخذ فرصته كاملة خلال 8 أشهر ظل يضل طريقه فيها داخل القطاع.
وأكد أن الموعد الذي اختاره غانتس لإطلاق رصاصة الرحمة على نتنياهو، وموعد الانسحاب في حال لم تتحقق الشروط، هو التوقيت المناسب من وجهة نظر غانتس، توقيت العودة للمربع رقم صفر، حينما عاد القتال في شمال قطاع غزة، بعد أن قال نتنياهو إن النصر التام على بعد خطوة، وتبين للجميع كذب وفشل نتنياهو.
ويرى أنور أن الأمر أصبح مثل معركة انتخابية مبكرة، غانتس يريد أن يقود معسكر اليسار ويسار الوسط، ونتنياهو يحاول القول إن خطة غانتس انتصار لـ"حماس" وأنها ستقدم هدية للجانب الآخر، لذلك لا يقبلها، متوقعا أن يتفاقم الأمر خلال الأيام القادمة، خاصة في ظل تفاقم التظاهرات في الشارع بعد إعلان غانتس خطته وشروطه.
راديو
خلاف حاد بين نتنياهو وغانتس الذي يهدد بالاستقالة.. مخاوف فلسطينية من الرصيف العائم
وطالب عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس حكومة الحرب بالموافقة على خطة من 6 نقاط للصراع في غزة، بحلول 8 يونيو/ حزيران. ومنح غانتس حكومة بنيامين نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب. وقال: "هناك حاجة للتغيير الآن ولن نسمح باستمرار هذه المهزلة".
وأوضح أن "نتنياهو يقود السفينة نحو الهاوية.. وعلى رئيس الوزراء الاختيار بين الفرقة والوحدة وبين النصر والكارثة"، مطالبا حكومة الحرب بالموافقة على خطة من 6 نقاط للصراع في غزة بحلول 8 يونيو.
وهدد غانتس بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف إذا لم يلب نتنياهو مطالبه، ووجه كلامه لنتنياهو قائلًا: "إذا لم تفضل المصلحة الوطنية وفضلت المتطرفين فسنضطر لتقديم استقالتنا، وسنقيم حكومة تحظى بدعم الشعب".
وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيني غانتس، عضو مجلس الحرب على غزة، بسبب تصريحات الأخير حول جدوى الحرب في القطاع.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، مساء السبت، عن مكتب نتنياهو أن غانتس قد وجه تحذيرا لرئيس الوزراء بدلا من إصدار إنذار نهائي لحركة "حماس" بشأن إعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة.
وأوضح مكتب نتنياهو أن الشروط التي وضعها بيني غانتس تعني "نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية".
وطالب زعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، من عضو "كابينيت الحرب" على غزة، بيني غانتس، تقديم الاستقالة من حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، عن لابيد مطالبته غانتس بتقديم استقالته من حكومة نتنياهو، وعدم مساعدته له بغرض البقاء في السلطة أو في مقعد كرسي رئاسة الوزراء في تل أبيب، داعيا إلى الخروج الفوري من حكومة نتنياهو والمطالبة بإجراء انتخابات برلمانية عاجلة في إسرائيل.
وكانت "حماس"، قد أعلنت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، عن سقوط أكثر من 35 ألف قتيل وأكثر من 79 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاءات صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات إلى قطاع غزة.
وعقب انتهاء الهدنة، تجدد القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، منذ صباح يوم الجمعة الموافق الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2023.
مناقشة