وفي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضخمة في المخيم لليوم الثاني، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد القتلى ارتفع إلى 8، و21 جريحا، ودفعت القوات الإسرائيلية بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى أحياء عدة في مدينة جنين وداخل المخيم، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة والمخيم.
وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم مخيم جنين في ساعات الصباح الباكر من يوم أمس الثلاثاء، في عملية عسكرية يشارك فيها ألف جندي، وسط اشتباكات مسلحة وانفجارات متواصلة تسمع من أنحاء متفرقة في المخيم، ومنع الجيش الإسرائيلي طواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى لفترة طويلة، وتعرضت سيارات الإسعاف إلى إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، حسب ما أكده ضابط الإسعاف حازم مصاروة لوكالة "سبوتنيك".
وقال وسام بكر مدير مستشفى خليل سليمان: "هناك نقصا حادا في المياه بعد تدمير خط المياه الواصل للمستشفى"، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحاصر مستشفى جنين الحكومي وسط انتشار القناصة في أماكن قريبة من المستشفى، ما تسبب في نقص كبير في المستلزمات الطبية.
وتواصل القوات الإسرائيلية عملية التدمير للبنية التحتية من شوارع وممتلكات الأهالي خاصة المركبات، كما دمرت الجرافات الإسرائيلية دوار "الشهيد جورج حبش" في محيط مقهى النباتات في مركز المدينة، ودوار "الشهيد عمر النايف"، وحولت عشرات المنازل في أحيائها والمخيم إلى نقاط عسكرية، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع سماع دوي انفجارات ضخمة، وتسببت عمليات تدمير البنية التحتية، بانقطاع التيار الكهرباء والاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة في المدينة والمخيم.
وحاول عدد من المواطنين من مخيم جنين، تجنب الاشتباكات، والانتقال إلى مناطق خارج المخيم، ويقول شاهد العيان جميل ربحي لـ"سبوتنيك" عما يجري داخل المخيم:
"جيش الاحتلال ينتقم من الناس، والذين قتلوا مدنيين عزل كانوا في طريقهم إلى العمل، وهناك اشتباكات عنيفة تجري في الداخل بين المقاومين وجيش الاحتلال".
ويضيف: "الناس تريد البقاء في مكان آمن، بسبب الرصاص الكثيف الذي يطلقه جيش الاحتلال، لذلك يخرج العديد منهم خارج المخيم، وأنا خرجت من المخيم لأجلب دواء لأمي المريضة، فهي لا تستطيع تحمل التنقل من مكان إلى آخر بسهولة بسبب عدم قدرتها على الحركة، لذلك سأعود للمخيم، بالرغم من الخطر الكبير".
ونفذت القوات الإسرائيلية حملات مداهمة وتفتيش طالت عشرات المنازل في حارات المخيم، واعتقلت عددا من المواطنين، واعتدت على المواطنين وعبثت بمحتويات منازلهم، وأخضعت عددا من الشبان للتحقيق الميداني.
وتعد العملية العسكرية الاسرائيلية الأخيرة في مدينة جنين ومخيمها، هي الـ 72 التي ينفذها في محافظة جنين منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، ومع قتلى عملية جنين، يرتفع العدد الإجمالي للفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية إلى 514 منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويصَّعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اليهود اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى إصابة نحو 5 آلاف فلسطيني واعتقال أكثر من 8 آلاف و810، حسب معطيات رسمية فلسطينية، وأعلن الجيش الإسرائيلي الغاء قانون فك الارتباط بالكامل في شمال الضفة الغربية، ما يسمح بعودة الإسرائيليين إلى 4 مستوطنات تم تفكيكها، سابقا، وهي " غانيم"، "وكاديم"،" حوميش"، "سانور".