مجتمع

"دوامة طحالب" تزدهر في قلب "المنطقة الميتة" داخل بحر البلطيق... صور وفيديو

التقطت الأقمار الصناعية، في عام 2018، صورًا لدوامة من البكتيريا الزرقاء في بحر البلطيق، وساعدت دوامة الميكروبات هذه على إنشاء "منطقة ميتة" ضخمة بحجم ولاية فرجينيا الغربية الأمريكية، ما أدى إلى حرمان المياه المحيطة بها من الأوكسجين.
Sputnik
ظهرت هذه الدوامة الخضراء المذهلة في بحر البلطيق خلال ازدهار الطحالب الهائل، في عام 2018، وبينما تتمتع دوامة الميكروبات بجمال أثيري في الصورة، إلا أنها جلبت معها خطرًا غير مرئي عندما خلقت "منطقة ميتة" سامة ضخمة.
وظهرت الدوامة، التي يبلغ عرضها نحو 15.5 ميل (25 كيلومترًا) في أوسع نقطة لها، في خليج فنلندا في بحر البلطيق، الواقع بين فنلندا وإستونيا وروسيا، ووفقًا لمرصد الأرض التابع لـ"ناسا" تتكون الدوامة بشكل أساسي من بكتيريا بحرية صغيرة تقوم بالتركيب الضوئي، والمعروفة باسم البكتيريا الزرقاء، بالإضافة إلى بعض العوالق ذات الدروع الزجاجية، والمعروفة باسم الدياتومات.
على الرغم من أن ازدهار الطحالب يمكن أن يكون مذهلًا بصريًا، إلا أنه قد يكون أيضًا مدمرًا للغاية. عندما تتراكم الطحالب بالقرب من السطح، فإنها تقلل مؤقتًا كمية الأوكسجين في المياه الموجودة بالأسفل، ما قد يؤدي إلى اختناق الكائنات البحرية القريبة، التي تقوم بتصفية الأكسجين من الماء للتنفس.
ووفقًا لمعهد "وودز هولز" لعلوم المحيطات، فإنه غالبًا ما يشير العلماء إلى هذه المناطق المتعطشة للأوكسجين باسم "المناطق الميتة".
مع نمو الأزهار بشكل أكبر، تنمو أيضًا المناطق الميتة الناتجة عنها. عندما تم التقاط هذه الصورة في عام 2018، كانت المنطقة الميتة في خليج فنلندا تغطي نحو 27000 ميل، أي نفس حجم ولاية فرجينيا الغربية تقريبًا، وفقًا لمرصد الأرض التابع لناسا.
ولا يقتصر الأمر على أن المناطق الميتة تزداد اتساعًا فحسب، بل أصبحت أيضًا أكثر فتكًا، إذ إن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر الناجم عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يعني أن سطح المحيطات لا يستطيع الاحتفاظ بكمية الأوكسجين التي اعتاد عليها، مما يجعل من السهل انخفاض مستويات الأوكسجين إلى مستويات خطيرة.
وكشفت دراسة أجريت، عام 2018، أنه خلال القرن الماضي، انخفضت مستويات الأوكسجين في بحر البلطيق إلى أدنى مستوياتها منذ 1500 عام.
ومن المرجح أن نشهد المزيد من ازدهار الطحالب في جميع أنحاء العالم هذا الصيف بسبب ارتفاع درجات حرارة سطح البحر القياسية خلال العام الماضي.
مناقشة