وأعلنت مصر أن المؤتمر سيشهد أيضا حضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين الأطراف السياسية، حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
وكررت مصر مباحثاتها وجهودها مرات عديدة، واستضافت في يوليو/ تموز الماضي قمة دول جوار السودان لبحث الأزمة وإنهاء الحرب، لتأتي هذه الدعوة مجددا انطلاقاً من إيمان راسخ بأن النزاع الراهن في السودان هو قضية داخلية بالأساس، وأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة، وفي إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
في هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي، أبي عز الدين، إن "القاهرة تحاول القيام بلملمة الأمور، خاصة وأن هناك عدة مبادرات لم تستقطب الدولة الأهم في المنطقة وهي مصر التي تستقبل أعدادا كبيرة من السودانيين".
وأوضح لـ"سبوتنيك" أن مصر دعت كل الأطراف للمؤتمر حتى لا تتوسع الشقة بين الفاعلين في الساحة، في دعوة عامة لم يتحدد المشاركين فيها بعد في انتظار كل ردود الفعل حتى القوى المتحالفة مع الدعم السريع.
من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء أسامة عبد السلام، أن القاهرة يهمها استقرار السودان، مشيرا إلى أن هناك تعويلا على المؤتمر القادم في إنهاء معاناة السودان.
وشدد على ضرورة إبراز الانتهاكات الحاصلة حتى يلتفت لها العالم ليضع حدا للمعاناة الإنسانية في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وقال عبد السلام إن القوى المدنية لن تستطيع تجاوز هذه المرحلة من الصراع لأنها كانت جزءا من المنظومة الحاكمة في السودان.
وذكر الكاتب الصحفي، جمال عنقرة، أن الوضع الإنساني في السودان على رأس الأولويات في كل المؤتمرات والمباحثات، لكنه لن يتم حله إلا مع حل الأزمة العسكرية.
وشدد على ضرورة حل التعقيدات السياسية المتمثلة في الاصطفافات الخارجية والتدخلات التي تعرقل حل الأزمة ونقل السلاح والمد بالمقاتلين، لذلك ترفض الخارجية السودانية مشاركة أي دولة تدعم قوات الدعم السريع.