وقال عبد الباقي في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "نحن في منظمات المجتمع المدني السودانية ناشدنا أطراف الصراع بوقف الحرب وفتح ممرات آمنه لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين العزل، لكن لا حياة لمن تنادي".
وأضاف عبد الباقي: "نظرا لإهمال تلك النداءات والاستغاثات لإنقاذ آلاف النازحين من الموت جوعا وعطشا أو بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، لم يكن أمامنا سوى التصعيد بالاحتجاج لكي يصل صوتنا إلى العالم قبل فوات الأوان".
وأشارعبد الباقي إلى أن المنظمات اتخذت نهج التصعيد المدني من خلال مكاتبها و دوائرها المختلفة في ولايات السودان التي ظل مواطنوها يدفعون فاتورة الحرب طوال الأشهر الماضية، من أجل أن يقوم أطراف الصراع بتمرير أجندات سياسية عبر غطاء إنساني.
وطالب رئيس المنظمات،المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية و دولة مصر وإثيوبيا، إذا كانت هناك أي مبادرة لحل الأزمة السودانية يجب فصل الملف الإنساني عن السياسي، لعل الملف السياسي يفسد عملية التفاوض لا سيما في الإطار الإنساني.
وناشد عبد الباقي الأمم المتحدة بتجميد أي مساعدات إنسانية لأي طرف من أطراف الصراع، لأن المساعدات يتم استغلالها لأغراض عسكرية، رغم معاناة النازحين في معسكرات ومراكز الإيواء، كما أنه يتوجب على منظمات الإغاثة تعزيز الثقة في منظمات المجتمع المدني السودانية كطرف محايد يستطيع التعامل مع جميع أطراف الصراع من أجل خدمة المدنيين.
وفي وقت سابق اليوم، أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، عن "قلقها البالغ إزاء الأنباء الواردة عن سقوط ضحايا وانتهاكات لحقوق الإنسان في الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي السودان".
وقالت نكويتا سلامي، عبر منصة "إكس"، إن المدنيين في الفاشر يواجهون هجوما من جميع الجهات"، مشيرةً إلى أن العائلات بمن فيها من نساء وأطفال تُمنع من مغادرة المدينة بحثا عن الأمان.
وذكرت أن "أجزاء كثيرة من الفاشر بلا كهرباء أو ماء، وأن نسبة متزايدة من السكان يعانون من محدودية الحصول على الخدمات الأساسية".
وأوضحت المنسقة الأممية أن "الأسر في الفاشر استنفدت مواردها الشحيحة، وتتقلص قدرتها على الصمود بمرور الوقت"، داعيةً جميع أطراف الصراع إلى احترام قواعد الحرب وتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان واتخاذ الاحتياطات لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وكانت قوات الدعم السريع، قد أعلنت أمس الأربعاء، أن "الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قصف عدداً من المستشفيات والأحياء السكنية في كبكابية وكتم وأم سيالة في شمال دارفور".
وقالت الدعم السريع، في بيان لها، إن "عمليات القصف الجوي البربرية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال، وذلك حسب الإحصاءات الأولية فيما لا تزال عمليات إنقاذ الجرحى والمصابين مستمرة".
وأضاف البيان أن "القصف الجوي وتدمير المستشفيات، في كتم وكبكابية وقبلهما مستشفى بابكر نهار للأطفال في مدينة الفاشر، يؤكد عودة النظام الإرهابي لممارسة عمليات إبادة جديدة بحق الشعب السوداني، ويمثل تهديد خطير لاستقرار السودان والمنطقة والعالم"، وفق البيان.
واستنكرت الدعم السريع "استهداف المدنيين والأبرياء"، معربةً عن أسفها من عدم رؤية خطوات عملية لوقف انتهاكات الطيران بحق الأبرياء".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.