القوى المدنية الجنوبية لـ"سبوتنيك": أمريكا تضغط لإفشال المبادرة السعودية للسلام في اليمن

الحرب في اليمن
أكد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية في اليمن، عبد الكريم السعدي، اليوم الثلاثاء، أن "ما يحدث في البحر الأحمر من تصعيد من جانب جماعة "أنصار الله" اليمنية ضد أمريكا في البحر الأحمر، هو أمر متوقع كرد فعل على ما تقوم به الولايات المتحدة من تصعيد وضغوط".
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الضغوط التي مُورست في الأيام والأسابيع الأخيرة على جماعة "أنصار الله" اليمنية من الجانب الأمريكي، لن يكون لها رد غير التصعيد من جانب صنعاء، وهذا هو الرد الطبيعي نظرا للتدخل الأمريكي والضغط على المملكة العربية السعودية لتأجيل أو تشويه مبادرة التسوية التي تقودها مع "أنصار الله"، والهدف من تصعيد صنعاء في البحر الأحمر هو الضغط على الطرف الأمريكي".
وتابع السعدي: "المعركة اليوم باتت متشابكة إقليميا ومحليا وبدا أن كل تحرك إقليمي له تأثيرعلى معركة اليمن، خاصة من الأطراف المشاركة في حرب اليمن مثل، إيران والسعودية والإمارات، وهي أطراف فاعلة، وبالتالي فإن سلوكها يقابل بردة فعل في الداخل اليمني".
وقال رئيس تجمع القوى المدنية: "لم نكن نتوقع أكثر من ذلك من الإخوة في جماعة أنصار الله في مواجهة الضغوط التي يتعرضون لها، وأعتقد إذا لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن تدخلها في الملف اليمني بالشكل السلمي الذي تمارسه ستكون الردود أقوى، وأتوقع أن نعود مرة أخرى إلى الوضع السابق في اليمن، خاصة الجبهات التي تشهد توقف في المعارك منذ فترة، ولا خيار أمام جماعة "أنصار الله" إلا الدفاع في مواجهة تلك الضغوط".
"أنصار الله" اليمنية تدعو التحالف بقيادة السعودية إلى توقيع وتنفيذ خارطة طريق للسلام
وأوضح السعدي: "المملكة العربية السعودية كراعية للتدخل في اليمن، ترى أن مبادرتها للتسوية هي المخرج لأنها أكثر من يستطيع تقدير الأمور في هذا الملف، لأنه البلد المتضرر بدرجة كبيرة من الأزمة في اليمن، وبالتالي مبادراتها دائما تتسم بالانطلاق من الحفاظ على مصالحها، وهذا يخدم مصالح اليمن بوقف الحرب وإنهاء عهد المليشيات التي ملأت الساحة برعاية أطراف إقليمية، وتخرب وتدمر كل معالم الحياة في اليمن شمالا وجنوبا".
وشدد السعدي على أن "اليمن يتطلع لأي مبادرة يكون في مقدمتها إيقاف الحرب، والشروع في استعادة مؤسسات الدولة بعد 10 سنوات حرب، لم يظهر خلالها ملامح الهدف الذي تريد الأطراف المتصارعة جميعها تحقيقه، وإلى الآن لا نرى هدف، ولا ماذا تريد هذه المليشيات ورعاتها في الإقليم، الشيء الوحيد الذي نستطيع الحكم عليه هو أنهم يريدون يمن مدمر وضعيف وغير فاعل ومقيد وكسيح".
وقال رئيس تجمع القوى المدنية: "بعد تلك المعاناة التي لا يزال يعانيها شعبنا لا نريد حلول تعيدنا للمربع الأول للصراع، نريد حلول تضع حد للصراع وحلول ونهايات للقضايا، وهذا لن يتم إلا بوقف الحرب والتعاطي مع القوى الوطنية الحقيقية التي حاربتها أطراف الإقليم وأخرجتها من عدن و من صنعاء ومن كل بقاع اليمن لرفضها القبول بمشاريعها التوسعية في اليمن".
رئيس مجلس القيادة اليمني يأمل أن تدفع خارطة الطريق السعودية نحو عملية سلام شاملة
ولفت السعدي إلى أن "كل شيء له تأثير على الوضع في اليمن، وهنا نجد جماعة "أنصار الله" اليمنية عندما رفضوا الانصياع إلى الرغبة الأمريكية بوقف العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، ذهبت واشنطن للضغط على السعودية، وفي آخر تصريحات للسفير الأمريكي في اليمن، تحدث عن أن المبادرة السعودية لا يمكن أن تتم لأنها تعطي اليد العليا لجماعة "أنصار الله" اليمنية، هذه اللهجة لم نعتدها من الجانب الأمريكي إلا بعد أن رفض "أنصار الله" المطالب الأمريكية والسماح باستمرار عمليات الإبادة في الأراضي المحتلة".
ويشهد اليمن هدنة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، انعكست تداعياتها على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
مناقشة