رئيس غرفة طوارئ "الصحة" الليبية: لدينا تعليمات بمعاملة اللاجئين السودانيين بشكل مجاني

ارتفعت أعداد اللاجئين السودانيين بمدينة الكفرة الليبية، في أبريل/ نيسان الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني، إلى تلك المدينة التي تقع في الجنوب الشرقي من ليبيا، وزاد عدد الأمراض المُعدية بين اللاجئين.
Sputnik
أجرت "سبوتنيك" حوارا مع إسماعيل العيضه، رئيس غرفة الطوارئ في وزارة الصحة بالحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان، والذي أوضح حالة الوضع الصحي بين عداد اللاجئين السودانيين. إلى نص الحوار..
في البداية، حدثنا عن الأمراض التي تم توثيقها في عداد اللاجئين؟
قامت وزارة الصحة خلال فترة أبريل 2024، بإعلان حالة الطوارئ في مدينة الكفرة، نتيجة ارتفاع أعداد مرضى الأمراض المُعدية التي تم حصرها وتوثيقها في المدينة، حيث وصل عدد مرضى التهاب الكبد الوبائي إلى 780 حالة، وعدد 112 حالة من المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز"، وعدد 28 حالة من مرضى "الدرن الرئوي" والذي يُصنف بأنه خطير جداً، ويعتبر هذا المرض منقرضا ومعديا، وتفشيه في المدينة أمر خطير، وعدد 108 حالة من مرضى الملاريا.
1 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

2 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

3 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

4 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

5 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

6 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

7 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

8 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

9 / 9

حالة الطوارئ بمدينة الكفرة في أبريل الماضي، بعد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني

كيف تقيّم الوضع الصحي بالمدينة؟
كل هذه المعطيات مؤشرات خطيرة تأهبت بعدها وزارة الصحة واستعدت لخطورة الوضع، وبعد زيارة وزارة الصحة وتقييم الوضع بمدينة الكفرة وحصر أعداد اللاجئين فيها، حيثُ تجاوز الـ40 ألف لاجئ موزعين على 51 تجمع بالمدينة.
كيف تعامل الأهالي بمدينة الكفرة مع اللاجئين السودانيين؟
استقبل أهالي الكفرة النازحين استقبال الأخوة بحفاوة كبيرة ولم يتم التقصير معهم على الإطلاق، بالإضافة إلى موقف القيادة العامة للجيش الليبي، التي قامت بإرسال عدة شحنات إغاثية منها 60 شحنة دفعة واحدة تحتوي على أغطية ومفروشات ومواد غذائية، ودعم كبير من الحكومة الليبية في مساندة للجهود المحلية التي قام بها السكان بالمدينة.
هل تم منح اللاجئين أي تطعيمات أو أجريت لهم أي تحاليل؟
أطلقت وزارة الصحة حملة تعزيزية للتطعيمات على الأرض وصلت إلى 17 ألف طُعم، منها قرابة 8000 طعم للأطفال النازحين من عمر يوم واحد وحتى 15 سنة تشمل شلل الأطفال والحصبة وفيتامين "د"، وكشف طبي للأسر اللاجئة، وتم الكشف عن أكثر من 15 ألف حالة، من أطقم طبية متكاملة، كما تم تقديم جلسات من الدعم النفسي من فريق الدعم النفسي بمدينة الكفرة.
ثم أجريت مجموعة كبيرة من التحاليل الطبية التي بلغ عددها 15 ألف تحليل تبين من خلال عمليات المسح بأن هناك حالة كثيرة من حملة الأمراض المُعدية.
تدابير إيجابية حيال زيادة أعداد نازحي السودان في ليبيا
كيف تعاملتم مع الأعداد الكبيرة للمرضى؟
هناك تعليمات من وزير الصحة الليبي أن يتم معاملة اللاجئين من دولة السودان بشكل مجاني في كل معاملاتهم بجميع مستشفيات المدينة، وتوفير علاجاتهم بشكل مجاني.
وبعد ذلك قامت وزارة الصحة بتجهيز مكان خاص لإيواء المرضى اللاجئين، لأن المدينة لا يوجد بها إلا مستشفى واحد والقدرة الاستيعابية للمستشفى لا تستوعب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الواصلين من دولة السودان، والذين تعرضوا لحوادث في الصحراء نتيجة انقلاب وسائل نقلهم. قبل يومين وصل للمستشفى أكثر من 70 جريحا نتيجة حادث تعرضوا له في الصحراء.
هل أقيمت أي مخيمات للاجئين السودانيين؟
حتى هذه اللحظة لم يتم إقامة مخيمات للعائلات اللاجئة بعد ارتفاع أعدادها بشكل كبير. هناك تخوف كبير من إقامة المخيمات لأسباب رفض الأهالي لذلك، تم احتواء هذه الأعداد الكبيرة بالمدينة.
هل تم حصر عدد اللاجئين؟
تم حصر اللاجئين البالغ عددهم أكثر من 40 ألف لاجئ. تم تزويد اللاجئين ببطاقات حصر بعد الكشف عليهم وإعداد الفحوصات والكشف لهم، ثم يُسمح لهم بالتنقل بين المدن الليبية بعد إصدار شهادات صحية، بالإضافة لبطاقات الحصر التي جُهزت من غرفة أمنية مشكلة من الحكومة الليبية قامت بعملها على أكمل وجه.
مستشار للـ"دعم السريع": زيارة حميدتي إلى ليبيا هدفها إيجاد حل لأزمة السودان
كيف تصف الوضع الحالي؟
العبء كبير على الوضع الصحي بمدينة الكفرة، ولكن ما تقوم به وزارة الصحة والحكومة الليبية جهود كبيرة حسب الإمكانيات المتاحة، وتحتاج لدعم كبير، خاصة عندما تشتد الحروب في الجارة السودان، يرتفع بعدها أعداد اللاجئين تجاه مدينة الكفرة الليبية القادمين من أقاليم الفاشر ودارفور، المحاذيات للحدود الليبية، وبكل تأكيد قد تتأزم الأوضاع الصحية بالمدينة نتيجة لارتفاع أعداد اللاجئين، خاصة أن أعدادهم فاقت عدد سكان مدينة الكفرة، عدة مرات.
تشهد هذه الأيام زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين نتيجة تصاعد العمليات في السودان، والسعة السريرية في مستشفى لا تكفي لاستيعابهم وتم إحالة بعض الحالات لمستشفى قروي آخر يبعد مسافة 25 كم عن وسط المدينة.
هل هناك نقص في الأمصال ضد العقارب السامة؟
لم تشهد المدينة نقصا كبيرا في الأمصال المضادة لسموم العقارب. لوحظ بأن هناك نقص في المخزون وتم تزويده بقرابة 700 حقنة، مع العلم بأن هناك استهلاك يومي نتيجة لوجود عدد من 25-30 حالة لدغ يوميا خاصة بعد زيادة أعداد اللاجئين من دولة السودان. تم رصد حالة وفاة واحدة لطفل صغير بعمر 4 سنوات نتيجة لدغ عقرب سام وسبب الوفاة كان نتيجة تأخر إسعافه.
يوجد في الكفرة 6 مراكز تتعامل مع لدغات العقارب السامة، والأمصال متوفرة، واجهت نقصا في الفترة الماضية، ولكن تم توفيره بأعداد كبيرة خاصة مع ارتفاع الحرارة بالمدينة.
هناك عقارب سامة جدا في صحراء الكفرة، وتم توفير مصل له قدرة كبيرة على الحد من خطورة لدغ العقارب، ومع زيادة أعداد اللاجئين، لم تسجل حالة وفاة نتيجة لدغ العقارب بالمدينة.
أجرى الحوار: ماهر الشاعري
مناقشة