وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية إن حريقين اندلعا في موقعين منفصلين قرابة الساعة الثامنة من ليل أمس الجمعة في غابات الصنوبر في خراج بلدة عكار العتيقة، الأول في تلة المنشرة والثاني وهو الأكبر في غابات جورة النبع - الزواريب.
وأضافت الصحيفة إنه في أعقاب اندلاع الحريق، توجهت جرافة تابعة لبلدية عكار العتيقة للمساهمة في فتح الطريق في هذه المنطقة الوعرة، لتسهيل عبور آليات الإطفاء التابعة للدفاع المدني من مراكز عكار العتيقة وبزبينا والقبيات، كما هرعت سيارة إطفاء صغيرة وفريق من المتطوعين العاملين في فريق التدخّل السريع.
من جانبه، أشار رئيس بلدية عكار العتيقة محمد خليل، إلى أن هذا الحريق خطير، حيث أنه اندلع في عمق الغابات عند الحدود مع بلدة القبيات، محذراً من أنه إذا تطور فسيقضي على أجمل منطقة حرجية.
وقال خالد طالب، وهو من فريق "درب عكار"، إن جهود فرق الإطفاء تواصلت طوال الليل وحتى الساعة الرابعة والنصف فجرا، حيث تمّت السيطرة على الحرائق تباعا، وأضاف أن "خراطيم المياه مدّت لحدود 400 متر تقريباً لبلوغ موقع النيران في منطقة وعرة وصعبة المسالك وكثيفة الأشجار"، فيما تستمر الآن عمليات التبريد لمواقع الحرائق.
يشار إلى أن موجة الحر الشديدة في صيف 2023 كانت قد تسببت في حرائق غابات وإجهاد شبكات الكهرباء وانهيار طرق، في العديد من المناطق بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وذكرت دراسة جديدة أن صيف العام الماضي هو الأكثر حرارة منذ نحو ألفي عام، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في ظل استمرار زيادة درجات الحرارة والانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، حسبما ذكرت دورية "نيتشر" العلمية.
كما أوضحت الدراسة أن مستويات الحرارة التي تم تسجيلها خلال الفترة من يونيو/ حزيران حتى أغسطس/ آب من العام الماضي، هي الأعلى مقارنة بما تم تسجيله في سجلات أرصاد جوية يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر.
كما أن تلك المستويات هي الأعلى وفقا لتحليل حلقات الأشجار من 9 مواقع بشمال الكرة الأرضية، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن درجات الحرارة التي تم تسجيلها في الصيف الماضي، أعلى بمقدار 2.07 درجة مئوية من متوسطات درجات الحرارة المسجلة من فترات ما قبل الثورة الصناعية.