تداعيات زيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا للدوحة

سبقت هذه الزيارة، زيارة لرئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، في فبراير/ شباط الماضي، لمجلس الشورى القطري وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويرى بعض المراقبين بأن "الدور القطري في ليبيا، كبير لا يمكن الاستغناء عنه"، ويراه بعض الأطراف السياسية الأخرى بأنه "خصم سياسي".

في الإطار، قال المحلل السياسي إدريس أحميد، أن "قطر كانت من الدول التي ساهمت في دعم ثورة فبراير/ شباط في 2011، وارتبطت بعلاقات مع بعض الأطراف الليبية السياسية في إطار الصراع الليبي - الليبي، إذ تراها بعض الأطراف حليفا ويراها البعض الآخر خصما".

وأكد أحميد، في تصريحه لـ"سبوتنيك"، بأن "هناك عدة تغيرات مع مرور الوقت، فلقد قام رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بزيارة لدولة قطر وأجرى خلالها بعض اللقاءات الثنائية. القضية هي قضية مصالح وتغيرات".

ويعتقد بأن "الوضع الحالي والأطراف الليبية هي من سمحت لأغلب الدول بالتدخل في شؤونها للبحث عن مصالحها".

وأوضح أن "قطر تعمل في هذه الفترة على ملف العدوان على غزة، وقامت قطر بتحسين علاقاتها مع مصر، وهناك متغيرات كبيرة وتوجه قطري لحلحلة بعض الأمور السياسية ويمكن أن تساهم قطر في حل بعض الأخطاء التي حصلت في ليبيا".

ويرى أحميد أن "الزيارات الخارجية للمسؤولين الليبيين يجب أن تحمل نتائج مهمة وفائدة لليبيا، ولكن هذه الزيارات في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها ليبيا والانقسام السياسي، ستظل مجرد زيارات بروتوكولية".

يرى المحلل السياسي عصام الزبير، أن "دولة قطر لها دور كبير، ولها دور في عملية غزة الآن، فالأدوار موجودة وكل دولة لها دور معين، والمشكلة أن هناك دول صغيرة أصبح لها دور على حساب دول أخرى لها دور كبير في العمل السياسي وفي الأمم المتحدة والجامعة العربية".

وتابع: "لذلك، فإن الإمكانيات والأموال هي التي تدعم مواقف هذه الدول، ولا ننسى الدور الإماراتي في مالي وليبيا، التي أصبحت دولة ضعيفة تحت أجندات دول لا تتفق مع بعضها".

وشدد على "ضرورة الحديث على كل الدول المتدخلة في ليبيا، لأن العملية السياسية في ليبيا أصبحت تحت ضغوط دول، فاجتماع مجلسي الدولة والنواب في مصر مع الرئاسي لها تأثير، لأن الأرض تحكم بسبب وجود مشاورات وضغوط في محاولات للدفع بالعملية السياسية لخلق حل يصب في مصالح الدولة المتدخلة، ولن يكون هناك حل إلا بنتاج ليبي وهوية ليبية".

وأشار عصام الزبير إلى أن "ليبيا الآن دولة هشة ووجود عدة أطراف فيها من أجل صياغة جديدة وسياسة جديدة من الدول الإقليمية. ليبيا تتشكل في دائرة صراع دولي بهدف خدمة دول أخرى، بهدف جعلها محور صراع دولي يضيع ليبيا".

وأوضح بأن "الدور القطري في ليبيا كبير، بالإضافة إلى دورها في غزة وأفريقيا وربما تبحث قطر عن دور خارج أرضها لخلق توازن كالإمارات، التي تبحث عن الطاقة الأحفورية والممرات البحرية، ولكن ماذا يفعل قادة ليبيا من أجل مصلحة ليبيا وكيف يكون لهم قوى تصد كل هذه التدخلات وتجفف التدخلات الخارجية، وتخرج من نابع أساسي وهو الحرص على الوطن".

واعتبر أن "صراع مجلسي النواب والأعلى للدولة هو صراع مرير ناتج عن أجسام فقدت الشرعية وتبحث عن وجود أكثر لها من أجل الاستمرار في البقاء، لم يعملوا من أجل مصالح ليبيا، وإنما لخدمة أنفسهم"، بحسب قوله.