هل تجد فرنسا قبولا لها في شرق ليبيا؟

تحركات فرنسية في شرق ليبيا اعتبرها خبراء بأن فرنسا تبحث عن موطئ قدم لها في الشرق الليبي، بالإضافة إلى محاولات كسب ود السلطات هناك، وربما لأطماع تأتي في مقدمتها المشاركة في ملف الإعمار الذي انتعش في الفترة الأخيرة.
Sputnik

محاولات كسب الود

صرح المحلل السياسي، محمد امطيريد، بأن فرنسا من الدول النفعية التي تسعى للبحث عن مصالحها فقط، ولا تسعى لاستقرار أي دولة من دول أفريقيا وعلى رأسها ليبيا، وبعد الخسائر الدول الأوروبية في عدة مجالات وعلى رأسها فرنسا التابعة للولايات المتحدة، ذهبت إلى ليبيا تسعى وتبحث بشكل كبير لخدمة مصالحها.
وأضاف في تصريحه لـ "سبوتنيك": "جاءت هذه التحركات في شرق ليبيا بعد فتح ملفات الإعمار في مدن الشرق مع عدة شركات دولية، هنا دأبت فرنسا للبحث عن عقود لها في هذا الجانب، وزيارة سفيرها لشرق ليبيا جاءت لتذليل الصعاب ووضع آليات جديدة قد تقرب فرنسا من سلطات شرق ليبيا".
مبعوث القذافي السابق: فرنسا دمرت ليبيا لهذه الأسباب واقتطعت مساحات من الجنوب
وأكد بأن فرنسا لن تسعى ولن تعمل على استقرار أي دولة لأنها تفتقد للمعايير والعهود ويجب الحذر منها في كل برامجها وتحركاتها.
واعتبر أن الصراع الفرنسي الإيطالي قديم وقد أخذ مأخذه بعد زيارة ميلوني لشرق ليبيا، وتحركت فرنسا للبحث مكان لها في شرق ليبيا وجاءت مع نخبة من رجال أعمال فرنسا في كل القطاعات في محاولة لكسب ود سلطات الشرق الليبي.
وقال: "تعتقد فرنسا عندما تأتي رفقة خبرائها ورجال اعمالها والوفد الرفيع المستوى بأنها سوف تقدم صورة حسنة لها أمام سلطات شرق البلاد، بعد تحركاتها السلبية في السابق، خاصة وأن سلطات شرق ليبيا تعي ذلك جيدا".
ويرى بأن فرنسا دولة لا يُؤتمن مكرها، وهي دولة مؤذية وليست دولة صديقة، ولا يمكن منحها أي شركات مستقبلا، فلقد ساهمت فرنسا في دمار عدة دول إفريقية، يمكن البحث عن العقود مع دولة ذات جودة عالية وخبرات كبيرة، وليس لها مطامع غير مشروعة في ليبيا.

صراعات أوروبية

ومن جهته يقول المحلل والأكاديمي الليبي فوزي الحداد لـ"سبوتنيك"، إن فرنسا تحاول العودة لتكون مؤثرا فاعلا في المشهد الليبي بعد إهمالها لهذا الملف من ثلاث سنوات، حيثُ كانت فرنسا فاعلة في السابق في الملف الليبي.
بيان من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بشأن الأزمة في ليبيا... والدبيبة يعلق
وتابع: "استضافت فرنسا عدة اجتماعات في سبيل حلحلة الملف الليبي في باريس، في تلك الفترة كانت هناك صراعات بين روما وباريس حول الملف الليبي، عقدت روما مؤتمر ليبي شاركت فيه عدة أطراف ليبية، وبعد فترة حاولت فرنسا تخريب الدور الإيطالي وعقدت مؤتمر للأطراف الليبية في باريس، وكان التنافس على ليبيا محموم بين إيطاليا وفرنسا، ويعود هذا التنافس بالضرر على ليبيا بشكل أو بآخر".
وأكد أن الوضع اختلف تماما بعد تراجع الفرنسي والإيطالي والألماني وبروز الدور الأمريكي، وكأنهم تركوا المهمة لأمريكا.
ويرى بأن هذه الزيارة تحمل شقا اقتصاديا لأن السفير الفرنسي تحدث عن استعداد فرنسا للمساهمة في جهود الإعمار وهو يرى بأن هناك جهودا حثيثة في هذا الجانب، خاصة عند تجوله رفقة رئيس صندوق الإعمار في مدينة بنغازي والبحث عن وجود للشركات الفرنسية في شرق ليبيا.
وأوضح أن الأمر الآخر هو لقاء السفير الفرنسي بالمشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، يبدو أن فرنسا تحاول العودة كمؤثر في الأزمة الليبية خاصة في الصراع الأوروبي بعد تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.
محللون: فرنسا تبحث عن نفوذها في ليبيا
ويرى بأن التعويل الأوروبي على الدور الأمريكي لملء هذا الفراغ قد فشل، خاصة وأن نفوذ أمريكا كله في غرب البلاد، أما في شرق البلاد قد تكون الساحة متاحة لمنافسين لا تحبذ أوروبا أن يكون لهم وجود في البحر المتوسط لأن ليبيا هي اليد التي تؤلم أوروبا.
من جانبه قال المحلل السياسي عبدالله الديباني، إن ما يحدث من زيارات لدول الاتحاد الأوروبي خاصة فرنسا التي اجتمعت مع قيادات سياسية وعسكرية في شرق البلاد وهي دلالة على أن البعثة الأممية قد تكون اجمعت على توحيد الحكومة.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "يمكن الحديث عن حكومة واحدة توافقية تجمع كل الليبيين، وبالتالي فإن هذه الزيارات تندرج تحت بند تحقيق المصالح في شرق ليبيا".
واعتبر أن دخول الشركات الصينية والتركية وغيرها للعمل في إعمار شرق ليبيا وحصولها على مشاريع تنموية فيها سيجعل من جميع الدول تبحث عن استثمار عقاري ومشاريع في شرق ليبيا، خاصة بعد توافد عدة شركات دولية على استثمار وتطوير ميناء بحري في منطقة سوسة شرقي ليبيا، ومشاريع أخرى متعددة.
وأكد أن المصالح هي التي تجمع الأطراف الدولية على التوافق على خارطة واحدة في ليبيا، ورجح بأن هذه الزيارات المتكررة تدل على السعي لتكوين حكومة واحدة في ليبيا.
مناقشة