خبير: مقترح بوتين للسلام حول أوكرانيا منطقي وعقلاني

علّق مدير مركز الدراسات والتنبؤ السياسي، الدكتور عمار قناة، في حديث لـ"سبوتنيك"، على إطلاق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مبادرة سلام مع أوكرانيا، بقوله: "إنها مبادرة منطقية وعقلانية وهي الفرصة الأخيرة لكييف وللمنظومة الغربية، والصين يمكن أن تلعب الدور المهم في المنظومة الدولية".
Sputnik
وأضاف قناة: "إن المناطق التي انضمت طواعية إلى روسيا وهي تعتبر في قوام روسيا الاتحادية لا يمكن العبث بها أو التعاطي معها كأوراق تفاوضية، قبل الغرب وكييف أو رفضوا".
وتابع الخبير: " القرار السياسي فيما يتعلق بهذا المشروع وهو الذي لا يمكن أن نقول إنه جديدا لأنه لطالما كانت موسكو منفتحة على الحوار وعلى المفاوضات، وكانت هناك مبادرة صينية منذ بداية الأزمة والتي تم تجاهلها من قبل المنظومة الغربية وهي كانت بمثابة الألية ليس فقط لحل الأزمة الأكرانية ولكن للتعاطي مع جميع الأزمات السياسية، ولكن أوكرانيا والغرب تجاهلوا هذه المبادرة".

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن العالم يتغير بسرعة كبيرة، وأنه لن يعود كما كان من قبل، لا في السياسة ولا في الاقتصاد.

وجاءت تصريحات الرئيس بوتين خلال مؤتمره الصحفي في مبنى وزارة الخارجية الروسية، وذلك على هامش اجتماعه مع وزير الخارجية سيرغي لافروف والفريق العامل ضمن الوزارة، حيث اعتبر أن أسس النظام العالمي المتعدد الأقطاب تتشكل على أساس الواقع الجديد، لافتًا إلى أن إرساء مبادئ التعددية القطبية في الشؤون الدولية يسمح للجميع بحل المشاكل الأكثر تعقيدا معا.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
بوتين يكشف توقعاته من اجتماع سويسرا حول أوكرانيا

وأضاف بوتين أن "المزيد والمزيد من الدول تسعى لتعزيز السيادة والاكتفاء الذاتي والهوية الوطنية والثقافية، وبلدان الجنوب والشرق في العالم تأتي في المقدمة، ودور أفريقيا وأمريكا اللاتينية آخذ في الازدياد، لقد تحدثنا دائماً، منذ الحقبة السوفييتية، عن أهمية هذه المناطق في العالم، لكن الديناميكيات اليوم مختلفة تماما".

ولفت بوتين إلى أن بلاده ترى اهتماما متزايدا من الدول في صيغة "بريكس"، مؤكدًا أن روسيا ستعمل على تسهيل الاندماج السلس للمشاركين الجدد في هذه المنظمة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن موسكو مهتمة بتطوير الحوار في الأمم المتحدة حول إنشاء نظام أمني غير قابل للتجزئة.

وفي سياق آخر، اعتبر بوتين أن "القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة اعتقدت أنها انتصرت في الحرب الباردة وبإمكانها تحديد النظام العالمي وأجابت عن أسئلة روسيا بأعذار"، مضيفًا أن موسكو كانت تعرض باستمرار حلولاً أمنية بناءة على شركائها الأجانب لكن كل المحاولات باءت بالفشل في العثور على إجابة، مؤكدًا أن التقارير حول أن روسيا تريد مهاجمة أوروبا تكهنات،هذا هراء مطلق وتبرير لسباق التسلح والخطر الحقيقي على أوروبا يأتي من الولايات المتحدة.

وبشأن مصادر الأموال الروسية، قال الرئيس بوتين إنه بسرقة الأصول والأموال الروسية يخطو الغرب والأمريكيين خطوة أخرى نحو تدمير النظام الذي أنشأوه بأنفسهم، موضحًا أن انعدام الثقة في العملات الغربية آخذ في الازدياد، والعالم يدرك أن أي شخص يمكن أن يكون التالي، مؤكدًا أنه يمكن لأوروبا أن تحافظ على نفسها كأحد مراكز التنمية إذا حافظت على علاقات جيدة مع روسيا.
وكان سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، ريغوري ماشكوف، قد صرح في وقت سابق، بأن خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ستؤدي حتمًا إلى سباق تسلح صاروخي، وستضطر روسيا إلى الرد على التهديدات الجديدة للأمن واتخاذ تدابير لضمانه.
وبحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فإن نشر صواريخ أرضية أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ "سيخلق تحديًا أمنيًا خطيرًا لروسيا".
مناقشة