جاء هذا الإعلان، عقب توقيع الوثيقة المشتركة، وأكد الزعيم الكوري أن اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية، هو اتفاق سلمي ودفاعي بطبيعته، ويخدم قضية بناء عالم متعدد الأقطاب ويلبي الوضع المتغير للبلدين على المسرح العالمي.
وقال كيم جونغ أون: "هذا الاتفاق القوي ليس أكثر من وثيقة ذات طبيعة بناءة وتطلعية ومحبة للسلام ودفاعية بشكل حصري، وتهدف إلى حماية المصالح الأساسية لشعبي البلدين والدفاع عنها، وليس لدي أدنى شك في أنه سيصبح قوة دافعة لتسريع إنشاء عالم جديد متعدد الأقطاب".
وأضاف كيم جونغ أون، أن المعاهدة تتوافق مع الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين في العصر الجديد.
وتابع كيم جونغ أون: "لقد تغير الزمن، ووضع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا في الهيكل الجيوسياسي العالمي قد تغير أيضًا".
وأكد رئيس كوريا الديمقراطية الشعبية، كيم جونغ أون، على دور روسيا في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في العالم، معربًا عن دعمه الكامل للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
على صعيد متصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع فيتنام يعد من بين الأولويات الروسية.
وجاءت تصريحات الرئيس بوتين في مستهل محادثاته مع نظيره الفيتنامي، تو لام، في قصر هانوي الرئاسي، حيث أكد خلالها على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير الحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا والتي تعد فيتنام أحد أعضائها الرئيسيين.
وقال بوتين بهذا الصدد: "نحن ننسق أعمالنا على الساحة الدولية. تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير الحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، والتي تعد فيتنام أحد أعضائها البارزين".
من جانبه قال د.عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن هذه الزيارة تأتي تجسيدا للرؤية الروسية في خضم المتغيرات الجيوسياسية في المرحلة الأخيرة بالاتجاه شرقا اقتصاديا وسياسيا نحو تكوين عالم متعدد الأقطاب، لافتا إلى أن هناك كثيرا يجمع بين كوريا الشمالية وروسيا، وهذه الزيارة يعلق عليها أمل في حلحلة العزلة الدولية التي يحاول الغرب فرضها على ببيونغ يانغ والعقوبات الدولية المفروضة أيضا من خلال التبادل التجاري بالعملات المحلية، والزيارة رسالة للغرب بأن العالم الآن عالم جديد لا تنطبق عليه الإملاءات الغربية فيما يتعلق بمن تشارك ومن تصادق سياسيا واقتصاديا.
وأشار قناة إلى أن هذه الزيارة تعزيز لمفهوم التعددية القطبية، ونفي الفزاعة الغربية التي تجعل من كوريا الشمالية دولة نووية على الرغم من ان بيونغ يانغ لم تحتل العراق ولم تحتل أفغانستان ولم تدمر دولا ولا شعوبا.
وأما حسين إسماعيل المتخصص في الشئون الآسيوية، فقال: "إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية وتوقيعه اتفاقيات دفاع مشترك مع بيونغ يانغ تقضي بأن أي اعتداء على دولة هو بمثابة اعتداء على الدولة الأخرى؛ زيارة تبعث رسالة للغرب الأنجلو أمريكي أنها ليست وحدها في مواجهة التصعيد الغربي، خاصة بعد عدد من التطورات اللافتة على خلفية العملية العسكري الروسية الخاصة في أوكرانيا، فقد عُقدت قمة دولية للسلام لم تشارك فيها روسيا ورفضتها وكان هناك اقتراح صيني لعقد مؤتمر مماثل، وهناك تطورات تتعلق بضخ العديد من الدول الغربية أسلحة جديدة لأوكرانيا.
وأضاف إسماعيل أن هذه الزيارة تأتي أيضا ردا على الخيار النووي الذي لوح به الناتو مؤخرا ضد روسيا؛ فكوريا الشمالية قوة نووية يحسب الغرب لها حسابًا، لافتا إلى أن بوتين وكأنه يقول إن معي قوة نووية أخرى، في المواجهة.
وبدوره، قال قال الدكتور هلال العبيدي الكاتب والمحلل السياسي، إن الغرب ينظر إلى هذه الزيارة على أنها زيارة تصعيدية، وهي تثير قلق الدوائر الغربية السياسية، بسبب التهديد الذي تشكله بيونغ يانغ ضد كوريا الجنوبية واليابان وهذه المنطقة الحساسة.
وأشار العبيدي إلى أن تهديد حلف الناتو بالسلاح النووي جاء ردا على المناورات التي أجرتها روسيا مؤخرا واستعملت فيها قدراتها النووية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة لكوريا الشمالية ستسهم في تأجيج الأزمة الأوكرانية وليس في حلها، الذي يتطلب تنازلات من كل الجوانب.
المزيد من التفاصيل في حلقة برنامج ملفات ساخنة.