"انتقام وثأر".. أهداف أخرى من العملية العسكرية الإسرائيلية في حي الشجاعية

وسط موجة جديدة لنزوح الأهالي، يستمر الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني في قصف حي الشجاعية في مدينة غزة بقوة، بالتزامن مع توغل بري أسقط العديد من القتلى والجرحى.
Sputnik
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، بدء التوغل في حي الشجاعية في مدينة غزة، ودعا في بيان له الموجودين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة، التركمان والتفاح، للإخلاء إلى جنوبي قطاع غزة عبر شارع صلاح الدين.
وقال في بيان: "بدأت قوات الفرقة (98) عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة الشجاعية، فوق وتحت الأرض بشكل متزامن وجاء ذلك بناءا على معلومات استخباراتية".
وأكد خبراء أن "اقتحام إسرائيل حي الشجاعية يأتي ضمن جرائم عدوانها في غزة، لكنه يحمل الكثير من الأهداف الأخرى، جزء منها تاريخي وثأري، وجزء آخر كعقاب جماعي لعشائر الحي التي رفضت التعاون مع إسرائيل للسيطرة على الوضع في غزة".
الجيش الإسرائيلي يبدأ التوغل في حي الشجاعية ويأمر بإخلاء أحياء عدة في غزة
ثأر تاريخي
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني، أن "هدف إسرائيل منذ بداية الحرب هو قصف المدن وقتل التاريخ والحاضرة، والقضاء على البشر والحجر والشجر، لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة الطوعية".
وبحسب تصريحات لـ"سبوتنيك": "يأتي تكثيف القصف والتوغل الإسرائيلي في حي الشجاعية بقطاع غزة، ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها إسرائيل ضد كل مناطق قطاع غزة، بسبب رفع الصوت في عملية طوفان الأقصى، ومحاولة الشعب الفلسطيني التحرر والانعتاق من الاحتلال".
وبيّن أن "حي الشجاعية يمثّل عُقدة تاريخية بالنسبة لإسرائيل، كما أن الكثير من اللواءات العسكرية من الحي، خاصة لواء الجولاني وغيره من الألوية، وهناك حالة ثأر وانتقام من قبل إسرائيل، للضغط على هذه المنطقة".
وأكد أن "الأمر يتعلق كذلك برفض عشائر الشجاعية وهي كبيرة ومؤثرة في الحياة الاجتماعية بقطاع غزة، أن تكون ضمن أدوات إسرائيل في موضوع فرض السيطرة على الميدان، وهو ما يعني أن جزءًا من الهجوم والقصف عقاب جماعي للحي في هذا الصدد، لكن القصف كذلك يستمر على كل مناطق غزة".
ومضى قائلا: "واضح أنه في إطار الهجوم والعمليات الإسرائيلية مع حي الشجاعية اعتمدت خيار هانيبال، بعد أن وقعت قوة إسرائيلية في كمين محكم وهناك اعتراف بقتلى إسرائيليين".
وزير الخارجية الإسرائيلي: منعنا صدور قرار الاعتراف بفلسطين في اجتماع الاتحاد الأوروبي
أهداف إسرائيلية
بدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، إن "العدوان الإسرائيلي على حي الشجاعية بقطاع غزة يتجدد لليوم الثاني على التوالي وبشكل مكثف وعنيف، حيث توجه سكان الحي هربا إلى المناطق الغربية بسبب شدة قصف الدبابات التي توغلت في حي الشجاعية قبل إعلان أو إخطار أهالي الحي بالنزوح، وقد تفاجأ السكان من عملية الاجتياح المفاجأة وسط قصف المدافع وإطلاق النار بشكل مكثف وسقوط العديد من الضحايا والإصابات".

وبحسب تصريحات لـ"سبوتنيك"، فقد "تمّت عملية النزوح للسكان والنازحين الموجودين في حي الشجاعية والأحياء الأخرى التركمان والجديدة والتفاح بناءً على طلب الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "العملية العسكرية الإسرائيلية لمنطقة حي الشجاعية جاءت بحسب التصريحات الإسرائيلية لوجود عناصر من المقاومة الفلسطينية بين صفوف المواطنين المدنيين، وهي بالتأكيد من ضمن الأسباب والحجج التي تتذرع بها من أجل الاستمرار بعملية الاجتياح والتوغل هناك".

ويرى أبو عطيوي أن "العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في حي الشجاعية، تأتي وبرغم نزوح أكثر من مليون فلسطيني من مدينة غزة وشمال القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، من أجل إكمال عملية هدم المنازل والمباني وتدمير البنية التحتية بالكامل"، مؤكدا أنه "من الممكن والمحتمل أن هدف العملية العسكرية من أجل توسيع رقعة الاستيلاء على بعض الكيلومترات من حي الشجاعية وفتح طرق جديدة على غرار التوسعات في شمال وجنوب القطاع، خاصة وأن الحي من المناطق الشرقية المتاخمة للخط الفاصل مع إسرائيل".
وتابع أن "التوغل الجديد لحي الشجاعية هدفه تدمير أكبر حجم ممكن من المنازل والمباني العمرانية، وجعل الحي في معالمه الجديدة عبارة عن كومة حجارة، وهذا لإيقاع أكبر خسائر مادية وبشرية، وحتى لا يصبح حي الشجاعية صالحا للعيش والسكن بشكل كامل كغيره من الأحياء والمربعات السكنية التي تم تدميرها مسبقا".
وأوضح أبو عطيوي أن "استمرار الحرب لليوم 265 على التوالي وسط تجدد الاقتحام والتوغل والقصف العنيف لحي الشجاعية ولخيام النازحين في مناطق رفح وغرب خانيونس، وحرق الخيام على رؤوس ساكنيها في ساعات الليل المتأخرة كما حدث يوم أمس، وتجدد القصف على كافة المحافظات في قطاع غزة، وفي ظل إغلاق المعابر وتشديد الحصار وعدم دخول المساعدات الإنسانية والاغاثية وحالات الجوع المنتشرة بين صفوف المواطنين والأطفال في الشمال، يتطلب موقفا دوليا وأمميا يأخذ على عاتقه تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية بالوقوف بجانب غزة من خلال إعلاء الصوت بضرورة إيقاف الحرب والعدوان بشكل عاجل وفوري".
إعلام إسرائيلي: المحكمة الجنائية الدولية تؤجل عملية إصدار أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 38 ألف قتيل وأكثر من 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.
مناقشة