المجاعة تضرب صفوف الأطفال شمالي قطاع غزة ورصد حالات تسمم... صور

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الثامن، وشح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى شمال القطاع، تتفاقم أزمة الجوع مهددة حياة السكان، وهذه الظروف أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الأمراض الناتجة عن الجوع وسوء التغذية وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، ووفق مصادر طبية في القطاع فقد توفي 40 فلسطينيا جراء سوء التغذية.
Sputnik
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل أخرجت أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيدًا لفرض مناطق أمنية بالقوة على نحو غير قانوني أو تدميرها وتجريفها.
وأوضح الأورومتوسطي أن "الجيش الإسرائيلي يتعمّد تدمير السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم، بالإضافة إلى تدميرها لكل مقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى".
ومع تفاقم أزمة الجوع شمال القطاع، حذر حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة من توقف عمل المستشفى، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة.
المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم

سوء التغذية يفتك بالأطفال

وارتفع عدد ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 40، ويواجه أكثر من مليون طفل في القطاع خطر المجاعة، بواقع 3 آلاف طفل معرضين للموت بسبب المجاعة، وقد قتل نحو 15694 طفلا في قطاع غزة منذ بداية الحرب.
المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم
وفي قسم الأطفال في مشفى كمال عدوان يواجه الأطفال خطر الموت جراء سوء التغذية، وعلى سرير المعاناة يحدق الطفل، يوسف أدهم، في سقف الغرفة دون حركة، وقد بدت عليه أعراض شديدة لسوء التغذية، ومع تفاقم حالته أصيب بشلل وضمور في الدماغ.
وقالت أم يوسف لوكالة "سبوتنيك" عن حالة ابنها:

ابني تعرض لإصابة جراء القصف الإسرائيلي، وكان بحاجة إلى أدوية وتغذية مناسبة، لكن بسبب قلة الطعام والدواء، أصيب بشلل وضمور في الدماغ، ويعاني من سوء تغذية حاد، فلا يوجد حليب أو طعام مثل الخضروات والفواكه واللحوم.

المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم
وأضافت: "شمال القطاع عاد للمجاعة مرة أخرى، ولا نجد طعاما حتى للمرضى، ونناشد أن يتم فك الحصار عن الشمال، وإدخال المساعدات، من أجل هؤلاء الأطفال، فحياتهم في خطر، ويحتاجون للغذاء والدواء".

حالات تسمم

ووفقًا لمصادر محلية في شمال قطاع غزة فقد أصيب عدد من الأطفال بحالات تسمم، وذلك بسبب اضطرارهم لأكل أوراق الأشجار والطعام الفاسد بسبب المجاعة المتفشية في شمال القطاع، وقال الشاب أحمد المدهون لـ"سبوتنيك":

نحن في شمال قطاع غزة، نواجه نقصاً حاداً، في الغذاء، خاصة الأغذية التي تحتوي على المعادن والفيتامينات كالخضروات والفواكه، وبسبب نقص المواد الغذائية وسوء التغذية المتفشي في شمال القطاع، هناك حالات كثيرة من تقرحات المعدة، والتسمم بسبب تناول أغذية غير صحية، وهناك حالات تبقى لفترة في المشفى، ومنها من يتوفى بسبب سوء التغذية وما رافقها من أمراض.

وأضاف: "أهم المطالب العاجلة، إدخال المساعدات الغذائية، إلى شمال القطاع، وإنهاء المجاعة التي تعصف بالسكان وفك الحصار".
المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم

التهجير

وتزداد حالة السكان المعيشية سوءا في شمال قطاع غزة، فمن جهة ندرة المواد الغذائية وتوقف تدفق المساعدات وغلاء ما توفر منها، ومن جهة أخرى تفاقم انتشار الأوبئة، وقال المواطن محمد عقل لوكالة "سبوتنيك":

كل ما يحدث في الشمال هدفه التهجير، يردوننا أن نغادر نحو الجنوب، ومن ثم تهجيرنا جميعا خارج قطاع غزة، لذلك يتم الضغط علينا بالمجاعة والقصف المستمر، فهم يردون تدمير الشمال بالكامل وقتل كل أسباب الحياة هنا، من أجل تهجيرنا.

وأضاف: "مرت علينا 268 يوم من حرب الإبادة، ونواجه القتل والجوع والتدمير، رأينا ما لا يمكن تصوره، والحمد لله ما زلنا فوق أرضنا، نرفض التهجير ونرفض الخروج من وطننا، وسنبقى كذلك إن شاء الله حتى النصر".
وحذر تقرير دولي مدعوم من الأمم المتحدة من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني.
المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم

وقال تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، إن "نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024".

وذكر التقرير أن "كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة)، وبأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة".
المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة ورصد حالات تسمم
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ267 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى37,834 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 86,858 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
مناقشة