جغرافيا عيتا الشعب
تحيط بعيتا الشعب مجموعة من المواقع والثكنات والتحصينات والمستوطنات الإسرائيلية. تحد عيتا من الجنوب ثكنة "برانيت" الإسرائيلية، وهي مقر الفرقة 91 (فرقة الجليل) في الجيش الإسرائيلي، التي تتولى إدارة الحافة اللبنانية من رأس الناقورة حتى شبعا، وتتكون الفرقة من لواءين الغربي (برعام) والشرقي (حيرام). يقع مقر قيادة اللواء "برعام" في ثكنة "الشوميرا"، التي تقع غرب عيتا الشعب، ويتكون من كتيبتين زرعيت وأفيفيم. كما يحيط بالبلدة موقع الراهب الذي يشرف عليها بالنار والرؤية، وهو مركز قيادة سرية. وأيضًا يحدها موقع ظهر الجمل (راميا)، وهو موقع قيادة سرية أيضًا ويشرف على البلدة بالرؤية والنار. وفي الجهة الغربية من البلدة يقع موقع حدب عيتا، وهو كغيره من المواقع من ناحية الخطورة.
من الجهة الشرقية يشرف على البلدة موقع عداثر، الذي يقع بين يارون ورميش، إضافة إلى جبل ميرون الذي يغطي الجبهة بشكل كلي، وثكنة "ميتات". وفيما يخص المستوطنات، تقع مستوطنة زرعيت من جهة شمال غرب البلدة، ومستوطنة إفن مناحم من الناحية الغربية، ومستوطنتي شتولا وشومرا وفسوطة ونطوعا.
بين القصف اليومي والحنين للأرض والأهل لماذا عيتا الشعب؟
نقاط ومقرات حديثة خوفًا من ضربات "حزب الله" وخطر يحيط بالبلدة
استحدث الجيش الإسرائيلي نقاطا عدة عسكرية في الأحراش والأودية في محيط عيتا الشعب على الحدود مع لبنان، وذلك عقب استهداف "حزب الله" لمواقعه ومقراته ولحماية جنوده من الهجمات المتكررة والمستمرة منذ 9 أشهر. وقد استهدف "حزب الله" مرات عدة مقرات مستحدثة وانتشارات وتجمعات لكتيبة "زرعيت" في أحراش "خلة وردة"، التي تعد خاصرة رخوة. استغل "حزب الله" الموقع الجغرافي لبلدة عيتا الشعب، ونفّذ عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في يوليو/ تموز 2006.
وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وخوفًا من تكرار تجربة تموز في جنوب لبنان، أضاف الجيش الإسرائيلي فرقًا عسكرية على الحافة مع لبنان، حيث تتمركز إحدى الفرق من محيط عيتا إلى الموقع البحري في رأس الناقورة. وبالتالي، أصبح هناك فرقتان عسكريتان في المنطقة وتشكيلات وكتائب قتالية جديدة إلى جانب جنود وآليات احتياط. النقطة الأهم هي أن موقع راميا تشغله سرية وتملك فيه دبابات، وكذلك الأمر في موقع الراهب، وبالتالي فإن التهديد باتجاه عيتا يعتبر مرتفعًا جدًا.
بين القصف اليومي والحنين للأرض والأهل لماذا عيتا الشعب؟
"لا التهديد ولا التهويل ينفعانكم"
شيّع "حزب الله" وحشد كبير من أهالي البلدة، يوم أمس السبت، عنصرين من الحزب من أبناء البلدة، وهما محمد حسين قاسم (هادي)، وعباس أحمد سرور (ساجد)، ليرتفع عدد قتلى الحزب إلى 17 عنصرا من بلدة عيتا الشعب، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي.
في كلمة ألقاها خلال المراسم، قال جشي:
"البنتاغون الأميركي أعلن بالأمس أن السفينة الهجومية "واسب" اتجهت إلى البحر المتوسط لتكون جاهزة لعملية إجلاء المواطنين الأميركيين في حال حصول حرب واسعة في لبنان. وبالتالي، فإن الأمريكي المخادع والغادر يريد بذلك أن يعطي جدية للتهديدات الإسرائيلية بالدخول إلى لبنان، خاصة أن الأسبوع الماضي فشل موفده هوكستين (آموس)، في الضغط على لبنان لوقف جبهة الشمال. يريد بذلك أيضًا أن يكمل مع العدو الإسرائيلي مشهد التهويل على اللبنانيين بالاجتياح وما شابه".
وأضاف متوجهًا إلى "الأمريكيين وأتباعهم": "لا التهديد ولا التهويل ينفعانكم، واعلموا أنه لن يثنينا أحد في هذا العالم عن القيام بواجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني في مساندة أهلنا المظلومين في غزة، ولن نتراجع عن هذا الموقف مهما بلغت التضحيات".
وشدد قائلاً: "من عيتا الشعب، أم العز، نقول للصهاينة الجبناء، في العام 2006 لم تستطيعوا أن تدخلوا إلى عيتا رغم 33 يومًا من العدوان، واليوم تهددون بالدخول إلى لبنان. فإذا كان بإمكانكم ذلك، أليس الأولى بكم أن تعيدوا مستوطنيكم إلى مستوطناتهم وتهيئوا لهم أسباب الأمان؟ وإذا كان بإمكان جيش العدو الدخول إلى لبنان، فلماذا يدخل إلى مستوطنات الشمال متخفيًا ومختبئًا خوفًا من ضربات المقاومين وبأسِهم؟"
وختم بالقول: "لو قُدّر لهذا العدو أن يتخذ قرارًا مجنونًا بالاجتياح، فعليه أن يعلم أن الحشود التي تتهيأ بالدخول إلى أرضنا ستصبح هدفًا مشروعًا للمقاومين الأبطال. ستُحرق دباباتهم وآلياتهم بمن فيها من الضباط والجنود، وستكون توابيت لهم قبل أن تصل إلى الحدود مع لبنان".
بين القصف اليومي والحنين للأرض والأهل لماذا عيتا الشعب؟
أهالي البلدة وتفقد ممتلكاتهم
يعمد الأهالي الذين نزحوا من بلدة عيتا الشعب، إلى تفقد ممتلكاتهم ولقاء جيرانهم الذين فرقهم النزوح، مع كل موعد تشييع. وقد رصدت "سبوتنيك" مشاهد عديدة للأهالي والدمار، فمنهم من جاء لتفقد منزله، ومنهم لأخذ ما تيسر له من أدوات المنزل، أما بعضهم الآخر فقرر قضاء ساعات عدة على أنقاض منزله، مسترجعًا ذكرياته وأيامه الماضية، وهناك من زار أماكن فقد فيها أبناءه، مستعيدًا لحظات الفقد والألم. تعكس هذه الزيارات الحنين والشوق رغم الدمار والخطر، حيث يسعى الأهالي إلى إعادة ربط خيوط حياتهم الماضية ولو للحظات قصيرة وسط الدمار الذي حل ببلدتهم.
وبينما تواصل بلدة عيتا الشعب تحمل وطأة القصف الإسرائيلي اليومي والدمار، يستمر أهلها في تحدي معاناتهم، مع إبقاء شجاعتهم وإصرارهم على العودة وإعادة بناء ما دمّر بعد انتهاء الحرب، ويستمد الأهالي قوتهم من تاريخ البلدة، التي صدت هجوم الجيش الإسرائيلي عام 2006، وأفشلت هدفه بالاستيلاء على البلدة بعد 33 يوما من القتال الشرس.