الاكتشاف المفاجئ الذي توصلت إليه الدراسة، هو أن "تناول الجبن هو السر، كلما زاد معدل استهلاك الجبن أصبح الشخص يتمتع بعمر طويل مع صحة عقلية وجسدية عالية وقدرة على تحمل توترات الحياة".
وكان الارتباط بين الجبن والصحة النفسية اكتشافًا غير متوقع في الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة تيان غي وانغ، من كلية الطب بجامعة شنغهاي.
وأشار الباحثون في ورقتهم البحثية إلى أنه "من أجل إعداد سياسات صحية ذات معنى، نحتاج إلى أدلة سببية دقيقة حول أبعاد الوضع الاجتماعي والاقتصادي التي تؤثر على طول العمر والأدوار الوسيطة للعوامل القابلة للتعديل مثل نمط الحياة والمرض".
ووجد الباحثون من خلال دراسة 8 مجموعات لبيانات سكانية مختلفة في أوروبا، تضم كل منها مايقرب من 2.4 مليون فرد، أدلة سببية محتملة على أن الصحة العقلية الأفضل، التي تقاس بالرضا عن الحياة والمزاج والعصبية وأعراض الاكتئاب، يمكن أن تساعد الفرد على العيش لفترة أطول بصحة أفضل.
ومن أجل استخلاص بيانات ذات مغزى، نظر الفريق إلى الصحة العقلية في النمط الظاهري المستقل وراثيًا للشيخوخة، والسمات الخمس المشتركة لهذا النمط الظاهري للشيخوخة وهي القوة، المرونة والصحة الذاتية ومدة الصحة وعمر الوالدين وطول العمر. وقد تم تعديل هذه النتائج لتشمل العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
الوضع الاجتماعي والاقتصادي له العديد من التأثيرات على طول حياتنا، من القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية إلى انخفاض ضغوط العمل وتوافر الغذاء والتغذية بشكل أفضل.
أظهرت نتائج الدراسة أن الرفاهية والشيخوخة الصحية لا تتحدد بشكل مطلق بمدى ثراء أو فقر شخص ما، ولعبت الأجور العالية والتعليم الأفضل والرضا الوظيفي دوراً في الصورة الكبيرة للصحة العقلية والرفاهية.
الجبن، في حين أنه ليس مسؤولاً بشكل مباشر عن الشيخوخة السعيدة والصحية، فإن تناول كميات كبيرة من الجبن كان أحد العوامل البارزة المساهمة في هؤلاء، الذين حصلوا على درجات عالية من من الصحة.
من خلال التركيز على 33 فردًا من مجموعات البيانات، اكتشف فريق الباحثين العوامل الوسيطة التي قد تؤدي إلى العلاقة السببية بين الصحة العقلية والشيخوخة الصحية ما في ذلك خيارات نمط الحياة، مثل التدخين والسلوكيات الفردية.
وبحسب مجلة "newatlas" فمن بين جميع الأفراد الـ33، حصل أولئك الذين أبلغوا عن تناول المزيد من الجبن والفاكهة على درجات أعلى في الصحة العقلية، كما كان لتناول المزيد من الجبن تأثير إيجابي بنسبة 3.67% على عوامل الشيخوخة الصحية.
ولوضع ذلك في الاعتبار، كان لتدخين السجائر تأثير سلبي بنسبة 4.56% على عوامل الشيخوخة الصحية، فيما كان لتناول الفاكهة تأثير إيجابي بنسبة 1.96%.
كما وجد الباحثون أن "لمشاهدة التلفاز لفترة طويلة، وهو مؤشر على نمط حياة أكثر خمولاً، تأثير سلبي بنسبة 7.39 % والتي تؤثر بشكل سلبي على الشيخوخة الصحية".
وقال البروفيسور تيان غي وانغ، الذي قاد فريق الدراسة، إنه لم يتوقع هذه النتيجة، وأضاف بأن العوامل الاقتصادية والجينية والجسدية ونمط الحياة تلعب دورا مهما لتحديد العيش بشيخوخة صحية، وأن "الجبن ليس مسؤولاً بشكل مباشر عن ذلك إلا أنه أحد المساهمين البارزين لشيخوخة صحية وسليمة".